قال وزير الإعلام اليمني معمر الارياني، إن وثائق التحقيقات الداخلية للأمم المتحدة والمعلومات التي جمعتها وكالة اسوشيتد برس من مقابلات مع عمال إغاثة عن أداء وكالات الأمم المتحدة وكشفت حجم الاختراق الحوثي لها والفساد السياسي والمالي والمحسوبية وسوء الإدارة لجهود الإغاثة في اليمن، فضيحة تمس بسمعة ورصيد هذه المنظمة.

وأوضح الارياني - في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن ‏المعلومات التي احتوائها التحقيق عن حجم الفساد والمحسوبية والاحتيال ومخالفات التوظيف وإيداع ملايين الدولارات من المساعدات لحسابات موظفين، والعقود المشبوهة، واختفاء أطنان من المواد الغذائية والأدوية والوقود وتسليمها للحوثيين، والسماح للقيادات الحوثية بالسفر في سيارة أممية، أمر خطير.

ويعد هذا أوّل تعليق لمسؤول في الحكومة الشرعية عقب التحقيق الذي نشرته وكالة اسوشيتد برس، والذي جاء بالتزامن مع إعلان الحوثيين والأمم المتحدة عن اتفاق من أجل استئناف المساعدات الغذائية بالمناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الانقلابية بعد تعليقها منذ 20 من يونيو/حزيران الماضي.

وأشار الارياني إلى أن ‏التقرير الصحفي يكشف عن مصير المليارات من الدولارات المخصصة لبرامج الاغاثة الإنسانية في اليمن منذ العام 2015، ويؤكد ما تحدثنا عنه مرارًا من اختراق ‎المليشيا الحوثية المدعومة من ‎إيران لوكالات الأمم المتحدة العاملة في مناطق سيطرة المليشيا وخضوعها للضغوط والابتزاز.

‏وطالب الارياني برفع السرية عن هذه التحقيقات ومراجعة أداء الأمم المتحدة ووكالاتها في اليمن خلال السنوات الماضية وإعلان النتائج بشفافية للشعب اليمني، والكشف عن مصير مئات ملايين الدولارات من الإمدادات الغذائية والأدوية والمساعدات التي سرقتها المليشيا الحوثية من أفواه الجوعى والنازحين.

‏كما طالب وزير الاعلام الأمم المتحدة بإجراء تحقيق شامل في عمليات الفساد المالي والإداري لوكالاتها في اليمن، مؤكدا أن غض الطرف عن نهب المليشيا الحوثية لبرامج المساعدات الإنسانية، يسيء لسمعة المنظمة الدولية ومصداقيتها ويضر بالجهود الدولية التي يبذلها الأشقاء والأصدقاء لإغاثة المتضررين وتخفيف معاناتهم.

وكان تحقيق وكالة أسوشيتد برس قد كشف عن فقدان أطنان من الأغذية والأدوية والوقود المتبرع بها دوليا للمحتاجين في اليمن، وتوظيف غير مؤهلين برواتب مرتفعة، والسماح لقيادي حوثي بالتنقل في مركبات تابعة للأمم المتحدة للاحتماء من الضربات الجوية المحتملة من قبل طيران تحالف دعم الحكومة الشرعية في اليمن.

كما كشف التحقيق فسادًا في صفوف عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة، منهم أكثر من 10 عمال من الإغاثة التابعين للأمم المتحدة، تم نشرهم للتعامل مع الأزمة الإنسانية الناجمة عن 5 سنوات من الحرب في اليمن، متهمين بالكسب غير المشروع، والتعاون مع المتحاربين من لإثراء أنفسهم من المواد الغذائية والأدوية والوقود والأموال المتبرع بها دوليا.

وقالت أسوشيتد برس إنها حصلت على وثائق التحقيق الداخلية للأمم المتحدة وقابلت ثمانية عمال إغاثة ومسؤولين حكوميين سابقين.