د. محمد عيضة شبيبة
د. محمد عيضة شبيبة
ازدواجية الخطاب بين الدعوة والتطبيق
الساعة 04:17 صباحاً


حينما تستمع إلى بعض العلماء والدعاة، وإلى بعض رؤوس المدارس الدينية والفكرية وهم يتحدثون عن الاعتدال والوسطية والتعايش وأن الإسلام أتى بالبر والسماحة والرحمة والعدل حتى مع من نختلف معهم في الدين والملة، لا يسعك إلا أن تقول: صدقوا فيما قالوا وصدقوا حين وصفوا، ولكن حينما تنظر إلى تعاملهم مع الأقرب إليهم من بني ملتهم وجلدتهم لا تجدهم يطبقون في علاقتهم به وتعاملهم معه ما يدعون إليه مع الكافر من سماحةٍ وبرٍ ومرونةٍ وتعايشٍ وصلةٍ ورحمةٍ، وهنا يتبين لك مدى البون الشاسع بين القول والتعامل، ومدى الازدواجية بين التنظير والسلوك، وتدرك –مع الأسف– أن البعض يتعامل وفق تكتيك سياسي لا بناءً على منهجية دينية صادقة!

وإلا لو صدقنا جميعًا، "فالأقربون أولى بالمعروف" و"خيركم خيركم لأهله".

إخواني وزملائي الكرام، إنه لمن الواجب المتحتم علينا جميعًا أن تكون ثقافة التعايش والحوار والسلام قد أفشيناها بيننا أولًا، وأن نعمل بجد على ترسيخها في أوساطنا وفي مجتمعنا بدون أي فرز أو تسييس أو انتقاء، حتى ننطلق إلى الخارج وقد صدقنا قولًا وعملًا وسلوكًا، فنقدم للعالم رسالة مؤثرة، ومنهجية راشدة، وتعاليم سامية، تؤثر فيهم ويتأثرون بها، ولا يرون فيها "عِوَجًا وَلَا أَمْتًا".

والله المستعان.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر