أبو صهيب اليمني
أبو صهيب اليمني
ثقافة الدمار الشامل
الساعة 03:26 مساءاً

 

وكما جير الحوثيون كل مناحي الحياة لصالح مشروع السلالة وكسر كل جسور التعايش وتقبل الآخر وعمد إلى هتك ستر النسيج الاجتماعي وصبغ الحياة برمتها بلون الدم ورائحة الموت، كانت المدارس بل والعملية التعليمية برمتها هدفآ اساسيآ ومرتعا خصبآ لتحويلها إلى أماكن للتحشيد وبث سمومهم الطائفية واستقطاب كافة الكادر التعليمي بالدورات الطائفية التي يقيمونها مستغلين حالة الفقر والعوز التي كانوا سببا فيها عبر منهجية متكاملة الأركان من قطع مرتبات الكادر التعليمي وتحويلهم إلى متسولين يبحثون عن ما يسد رمقهم في كشوفات المنظمات أو استقطابهم كمشرفين ومقاتلين كي يقتاتون على يقدمونه لهم عند الانخراط في صفوفهم.
الطلاب أيضاً كانو مرتعا خصبآ لبث سمو مهم وتأجير عقولهم وارغامهم على ممارسة الشعائر الطائفية داخل المدارس فمن استخدام الطلاب ككمبرس في احتفالاتهم التي لا يمر شهر إلا وعمدوا على إقامتها لستغلالها طائفيآ وخدمة لفكرهم العدائي  المتطرف العفن. ففي الاونة الاخيرة بدأت ما تسمى بالوقفات الاحتجاجية وبشكل منظم ومستمر ولا يكاد يمر يوم إلا ويرغموا المدارس عبر وكلائهم للخروج في ساحات المدارس وإعطائهم لافتات مناهضة في اساسها لاي تطبيع للحياة العامة لتصبح المدارس مخزون بشري منظم يتم استغلاله وهدم كل معاني التربية الحقة ومبادئ الإسلام الحنيف الذي لم يأتي ليكرس مبادئ الحياة الحقة ونظم كل العلاقات الاجتماعية ليحافظ على التنوع عبر سلسلة من الروابط والتعاليم التي تتيح لكل فرد تقبل الفرد الآخر والتعايش معه وايجاد قواسم مشتركة تجعل من المجتمع مجتمع مترابط متماسك تسوده الالفة والمحبة واعمار الحياة بشكلها الصحي والسليم.

كل هذه المبادئ لم تعد متوفرة إلا كشاذة منبوذ صاحبها قد تقوده إلى حذفه أن جاهر بها أو تحدث بها كمبدأ يؤمن به كل بني البشر من الناحية الإنسانية ناهيك أن تكون أساساً صلباً ومتين حث عليه ديننا وبنى من خلاله منظومة العلاقات التي استمر الجميع يمارسها ويتخلق بمبادئها السامية والسمحة , كل ذلك أصبح في مهب الربح وأصبح الحديث عن ممارسته جزء من  الترف الفكري وأساطير الأولين....

الحوثيون فصلوا كل شيء عن أصله وعن مقتضيات وجوده وغيروا ديمغرافية الفكر والاخلاق بقوة السلاح وعبر سياسيات التجويع والتهجير والترغيب والترهيب وعبر وسلسلة لا متناهية من الأعمال الاجرامية التي يستحي الشيطان أن تنسب إليه أو أن ينتهجها.

المصيبة أن الحوثيين لديهم مشروع تدميري وبنفس طويل المدى وعبر وسائل وأساليب مختلفة تنتهي بطمس هوية الامة وثقافتها وفي المقابل لا توجد أي خطوة مدروسة ممنهجة لمناهضة هذا المشروع وكأن هناك تخادم غير معلن كي يصل الحوثيون إلى مبتغاهم دون أن يعكر صفوهم  أو أن يقف أمام تحقيق أهدافهم أي عائق !!! مما يدعوا المتابع إلى استحضار ملايين من علامات الاستفهام بل وأصبح لا يراهن على أن الشرعية والتحالف هم الادوات التي يمكن لها تخليص البلد من براثن الكهنوت _والله المستعان

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر