قرار الانتحار هو القرار الوحيد الذي رأه مناسب ذلك المعلم وهو في غاية الشياكة !!! قرر أن ينهي حياته بطريقة تراجدية مأسوية عندما تبعثرت لديه كل مغردات الحياة واوسدت في وجهه كل صفحات الأمل وأغلقت امامه كل الألوان عدى لو الموت الذي جعله ملاذ للانتهاء من فصول حياته ليترك فصول التدريس الكاذبة للصوص سرقوا منا مقتنياتنا وقوت فلاذات أكبادنا وسرقوا منا حاضرنا وكل خطوات مستقبلنا , أن يتمعر وجه اللصوص حتى لو انتحر نصف هذا الشعب , لأن مايسعون إليه هو أن يموت الناس بأي طريقة وبأي أسلوب كان , لم تعد تهمهم حياة الناس, وهم يقتلون بالاشتباه ويسرقون كل شيئ بلا هواده وبلا وازع وبلا رحمة بلا انسانية....
لحظات مؤلمة ونحن نشاهد ذلك الفديو الأليم , كانت لحظة سقوط الأخلاق والقيم والمبادئ والتخاذل والانبطاح. سقطت منا كل معاني الرجولة والشيم عندما لم يعد الحق يجمعنا وأصبحنا بيادق بيد العصابات نومئ لها بعين الرضى وهي تنهال على وطننا بوابل من رصاصات الغدر ورصاصات السم الزعاف الذي لم يترك أحد إلا وطالته....
كان من الخطأ أن يقتل المعلم نفسه بتلك الطريقة فروحه كانت أغلى من كل حشرات الزيف ومن أفاعي الكهوف و من كل جرذان القاذورات... كان عليه أن يموت في ساحات الوغى مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات , فلا يجب أن نعزز قدرتهم على توليد الاحباط فينا ولا يجب أن نتيح لهم فرصة للولوج إلى عزائمنا ولا يجب أن تنحرف بوصلة أهدافنا عن المجرم الحقيقي....فنحن مدعوون إلى رص الصفوف وتوحيد سهام الحق كي نقذفها على الباطل ليدمغه.... لربما ذلك المعلم لم يجد تلك البوصلة ولم يرشده إليها أحد ولم يجد إلا رعاديد يخشون أن تكون الجدران قد اعارت سارقيه اذانها فخذلوه وبثوا فيه شحنات الموت وعبارات اليأس وايماءات الاحباط.
شيئ يدعوا إلى الوحشة والخوف والرهبة....
وحشة لحظات قرار إنهاء الحياة بطريقة لا يقبلها شرع ولا يقبلها دين... والخوف من أن تكون هذه مقدمة لسلسة من الاحباطات المتوالية التي يقرر أصحابها الموت بشكل تراجيدي.... والرهبة من مواقف الخذلان ومواقف التراجع عن الحق حتى بأضعف الإيمان ,وعدم التماهي مع الباطل حتى نصبح حاملي مباخر الظلم ومشجعي الطغيان وعدم إيجاد لغة التخادم المجانية التي تنساب في لحظات الخوف والجزع ولحظات الانبطاح.
