العميد صادق دويد
العميد صادق دويد
الحرب الإسرائيلية الإيرانية.. التباين والانقسام
الساعة 07:40 مساءاً

منذ اندلاع الحرب بين الكيان الإسرائيلي وإيران، في ١٣ يونيو، والتباين تجاه هذه الحرب واضح على المستوى الشعبي العربي.

إسرائيل كيان غاصب ارتكب، ولا يزال جرائم فظيعة مروعة بحق الفلسطينيين؛ قتلًا لعشرات الآلاف وتهجيرًا لمئات آلاف آخرين.

النظام الإيراني، الذي يحظى بعمق مذهبي وطائفي في الدول العربية، من جهته، أسقط- خلال تنفيذ مشروعه التوسعي وعبر أدواته الطائفية- أربع دول عربية، بمؤسساتها وأجهزتها وسيادتها، وتسبب بشكل مباشر في قتل عشرات الآلاف وتهجير الملايين، خصوصًا في سوريا والعراق واليمن ولبنان. ويسعى لتحقيق نفس الدمار الطائفي في البحرين وشرق السعودية.

التباين والانقسام، الطفيف إلى حدٍّ ما، في الشارع العربي حالة طبيعية وبحكم الظروف والحالة التي يعيشها كل شعب عربي، ولكلٍّ أسبابه وتفسيره في موقفه؛ فمن تأذى بلده وشعبه من تصدير الثورة الطائفية الإيرانية، لا يمكن إلا أن يكون محقًا في موقفه الذي يرى النظام الإيراني في المرتبة الأولى ومتقدمة على إسرائيل في قائمة الدول العدوانية الأكثر خطورة.

أما المواطن، الذي لم يتضرر وطنه من إيران بشكل مباشر، فبالتأكيد سيكون الكيان الإسرائيلي هو الأخطر بالنسبة له.

وهذا منطق شديد الدلالة على المأزق الذي صنعته إيران بنفسها داخل مجتمعاتنا العربية؛ فلولا عدوانها الطائفي الفج على بلداننا لكانت مجتمعاتنا وأنظمتنا متوحدة في الموقف معها.

ويبقى دائمًا الشيء الغريب العجيب؛ موقف من لا يؤمن بالدولة الوطنية، و يصطف إلى جانب الأيديولوجيات العابرة للدول ويظل منقادًا للأفكار التي تنتجها تلك الإيديولوجيات حتى وإن كانت جهارًا ضد وطنه وشعبه، ولا ضير لديه إن دُمرت بلاده في سبيل سلامة عاصمته الإيديولوجية.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر