نبيل الصوفي
نبيل الصوفي
"ضربات اليهودي ترامب" لم تكن حربنا
الساعة 05:54 مساءاً

"ضربات اليهودي ترامب" لم تكن حربنا.. قالتها قيادتنا من لحظتها الأولى، وحتى دولتي التحالف العربي قالتا ذات المنطق: الحرب لصالح اليمنيين هي جبهات تنسق على الأرض، أما الضربات الجوية فهي تؤذي الحوثي لكنها لا تفيد اليمنيين؛ المعركة اليمنية ليست تحديًا أمنيًا، بل تحديًا حربيًا اجتماعيًا سياسيًا.

بالنسبة لأمريكا، حققت تلك الضربات أكثر مما أرادت واشنطن؛ علم الحوثي أنه "جرذ" في حضرة حرب تقنية دفنت حسن نصر الله في أعتى لحظاته العنترية، وتهدد كل وجود للحرس الثوري.

أطفأ الحوثي تلفونات قياداته وتفرغ للهلع، قُصفت مخازن كان يظن ألّا أحد في الدنيا يعرفها.
ولأن طهران أدركت الخطر والفرصة، كلفت مسقط بإبلاغ الأمريكان أن الخامنئي قرر إيقاف حربه باسم الحوثي.
ترامب أعلن حتى قبل أن يستوعب الحوثي قرار قيادته في طهران. وفي كلمته المتلفزة لقيادته بعدها يقول عبدالملك: إن الخامنئي اتصل به حاسمًا، فالأمور خطيرة لأن العالم كله مجمع على ترك أمريكا تفعل ما تشاء طيلة عهد ترامب. لا أحد مستنكر، العالم كله يقول: اضربوا براحتكم.

وداخليًا، لمس الحوثي ما لمسه حزب الله، حاضنته نفسها لم تكترث، قالت له: سد أنت وأمريكا، الموالون له قبل المعارضين قالوا له: فين رايح؟!

ترامب كسب الجولة التي لم ينسق من أجلها مع الشرعية إطلاقًا، أوقف العمليات واستمر التوجيه بمفاعلات التصنيف كجماعة إرهابية.
عينه على الصين، الحوثي مجرد تحدٍّ أمني أقل حتى من القاعدة في واشنطن، هم يعلمون أنه سلطوي يأكل أكباد اليمنيين.. وإن تطاول على غيرهم فتأديبه ليس صعبًا.

مع توقف الضربات، لم يتغير المزاج العالمي ضد الحوثي،
ولا تزال النقاشات الحربية بين الجميع حتى في واشنطن نفسها.

بالنسبة لليمنيين، يرسم قائد المقاومة الوطنية طريقًا إلى جانب كل الطرق التي يتحدث عنها أصحابها ضمن الأداء الوطني العام ضد الحوثي، مفاده: حرب اليمنيين طويلة ومعقدة، لكنها مكتوبة على جبين الجمهورية، ومن كُتبت عليه خطى مشاها. 
وهذا التعقيد، يتطلب التزامًا بالعمل الوطني العام، سلمًا أو حربًا. لا يصح أن نبقى مجرد معسكر معزول عن مصالح محيطه الوطني، والجمهورية يجب أن تظل حية في الطريق الذي يوصل الخلق ويحقق المصالح، والمدرسة التي تحمي المستقبل من أن تخطفه البندقية للأبد، وغيرها من الخدمات.

الجمهورية حرب وسلم، وكلا الكلمتين يجب ألا تمحو إحداهما الأخرى.. "معولي قاسَم سيفي عشقه"؛ احتفال في عدن، وجامعة في المكلا ومشروع تنموي جديد في تعز هو رسالة لعمران وحجة بأن الجمهورية هي المستقبل، والحوثي مجرد سرطان يأكل كبد الوقت.
ولا قيمة لأي مشروع إن وضعت البندقية، ويجب العودة للأرض، فمن خرج من الجغرافيا صار من التاريخ.. تمسكوا ببلادكم وواجهوا تحديات الحياة فيها.
لن ينتصر مقاتل فيما مرجعيته السياسية والإعلامية إما مطحونة في الداخل بدون مصالح أو موزعة في الشتات تعيش همّ مجاراة المعيشة بمستوى الدول التي يعيشون فيها.

أمامنا التزام عظيم، ونحن ننتظر ظروف المعركة الحربية سـ"نسفلت" الطريق حتى لا تختفي الجمهورية من يوميات الناس وتصبح مجرد شأن خاص بالرصاص. ونراجع معًا خطاباتنا ومعاركنا مع الشركاء المختلفين معنا وعنا.
مهام جسورة.. وتحديات عظام.
باع الحوثي بلادنا- وهي بلاده أيضًا- لسوق التلاعبات الدولية، وسيجد نفسه في لحظة ما عاجزًا حتى عن هذه العمالة للخارج، هي لعبة كبار يا غبي مران.
وحتى تلك اللحظة التماسك الوطني شمول والتزام.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر