أفادت مصادر محلية بأن مليشيات الحوثي الانقلابية شنت حملة واسعة لمنع المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها من مشاهدة المسلسلات والبرامج الرمضانية الساخرة والمنتقدة للمليشيات وافتعالها الأزمات وانتهاكاتها بحق اليمنيين.

وقالت المصادر إن الحوثيين نفّذوا الأيام الماضية حملات مداهمات لمحلات الانترنت في صنعاء، وحذّرت ملاّكها من تحميل المسلسلات أو نشرها أو السماح للزبائن بمشاهدتها، وخصوصاً برنامج "غاغة" الذي يقدمه الفنان الكوميدي محمد الأضرعي، أو "تاتش" للفنان اليمني علي السعداني، أو البرنامج الساخر "عاكس خط" للفنان اليمني الساخر محمد الربع.

وبحسب المصادر فإن الحوثيين يحاولون منع وصول اليمنيين لهذه البرامج بسبب كشفها أكاذيب وأفكار المليشيات الحوثية بلغة بسيطة ومشوقة، وفضحها انتهاكات الحوثيين بحق الشعب، وتدميرهم مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، ومساعيهم لتثبيت حكم السلالة وفقاً لنظرية الاصطفاء الإلهي، وتسخير بقيّة أبناء الشعب كعبيد يقومون بخدمة المنتمين للسلالة.

وفي السياق ذاته، أكدت مصادر طبية في صنعاء أن المليشيات نفّذت حملة ميدانية شملت المستشفيات الأهلية والخاصة للتفتيش على ما يتم عرضه في الشاشات المعلقة بصالات الانتظار، وغرف المرضى، وحذّرت من مشاهدة القنوات التي تبث المسلسلات الناقدة لها، وكذا تقوم بالرفع بالمخالفين ممن يعرضون برامج أسمتها بالمناصرة لـ"العدوان".

وأكدت مصادر محلية أخرى، أن المليشيات الحوثية وسّعت حملتها بحيث شملت مراكز المدن والمديريات الخاضعة لسيطرتها، بالتزامن مع تكليف مشرفيها بمهاجمة نجوم الدراما اليمنية أثناء محاضراتهم خلال الأمسيات في المجالس العامة والتحذير من مشاهدة مسلسلاتهم ومطالبتهم بحظر القنوات المعارضة، والاكتفاء بمتابعة قنواتها الفضائية فقط.

وكانت مليشيات الحوثي الانقلابية قد استبقت شهر رمضان بمضاعفة الضرائب على الكهرباء التجارية، وتسببت في رفع أسعارها، ما اضطر العديد من المستثمرين لإيقاف أنشطتهم بعد أن رفض غالبية المواطنين الاشتراك فيها لغلاء تكاليفها.

وأتبعت ذلك بافتعال أزمة خانقة في المشتقات النفطية والغاز المنزلي، في صنعاء والمناطق المحيطة بها، وضاعفت أسعارها في أسواقها السوداء، ما تسبب في حرمان السكان من استخدام الكهرباء عبر مولداتهم الخاصة التي تعمل بالبنزين والغاز، وكذا حرمانهم من مشاهدة شاشات التلفاز خلال ليالي رمضان.

واعتاد اليمنيون على متابعة البرامج التلفزيونية الموسمية التي تقدمها القنوات الأهلية- خلال شهر رمضان- وزادت نسبة الإقبال على المشاهدة هذا العام جراء استمرار الحرب، وتراكم الضغوط النفسية على المواطنين الذين يحاولون من خلالها تلطيف واقعهم المرير، بالرغم من الرقابة الحوثية المشددة وإجراءاتها القمعية المتصاعدة.