الإمامة والهاشمية في اليمن

الساعة 01:40 صباحاً (متابعات)

عندما نتكلم عن الإمامة، يستحضر البعض صورة يحيى وأحمد والبدر ويعتقدوا ان الحوثي وجماعته سيستنسخوا ذات الشكل..
في الأساس يحيى وأحمد والبدر تطوروا عمن قبلهم في الأساليب..
كل عصر بيفرض نفسه على الأئمة الذين نشأوا فيه..
لاحظوا ان عبدالملك لازال يلبس جنبية وعسيب القبيلي ولم يلبس حتى الآن لا ثومة ولا توزه..

والمسمى الجديد للإمام عبدالملك هو قائد الثورة ليتسق مع الحد المقبول من متطلبات عصره..

لكن الجوهر لم ولن يتغير وسيظل امتداد لرأي الهادي ومذهبه ورؤيته للإمامة وأحقية البطنين بها..والوثيقة الفكرية تؤكد ذلك..
إمامة اليمن حالة يمنية خاصة لا شبيه لها في المنطقة لا إيران ولا نظام الأردن ولا المغرب..
كل واحد وله نكهته وخصائصه..
ستظل هناك قواعد أساسية تحكمهم في اليمن..
مثلا يجب أن يظل الهادوي هادوي والشافعي شافعي
مثلا يجب أن يظل القبيلي عكفي له سقف محدود في التعليم والمناصب..
مثلا يجب أن يظل من دون الهاشمي له سقف محدد في تولي المواقع القيادية ولن تزيد أدوارهم عن أن يكونوا سند فقط.. وقديما قالوا إذا اشتط السيد رقعته بقاضي..

هذه بعض جوانب تشكل جوهر الفكرة الإمامية ولا مناص أمامهم من استمرارها وإلا لن تظل الإمامة إمامة في اليمن..

ولذلك كان كل هاشمي يقف ضدها، وهم قليل في كل العصور، يواجه الويل والثبور وعظائم الأمور ولكم في نماذج ابن الوزير وابن الأمير أمثال واضحة..وفي العصر الحديث هناك نماذج واجهت التهديد والتضييق لمجرد رفض جوهر الفكرة..

ليس المطلوب من الهاشمي أن يتنكر لهاشميته وليس مطلوباً من خصوم الفكرة أن يتشككوا في كل هاشمي..لكن المطلوب من الهاشمي المعتدل العاقل أن يرفض الجوهر والمرتكز العنصري للمذهب الهادوي الجارودي والذي ترتكز عليه الوثيقة الفكرية الجديدة للنسخة الجديدة من الإمامة التي صدرت عام ٢٠١٢..
نحتاج أن ننتصر جميعاً لفكرة المواطنة المتساوية والنظام الجمهوري وديمقراطية الصندوق واللامركزية كأساس لنظامنا السياسي المنشود..

نحن نقول أن المواجهة الصحيحة للفكرة تبدأ بفهمهما كما هي.. كما وضعها أصحابها وكما أرادوها وليس كما نريد نحن أن نكيفها..
نحن نستهدف الفكرة وليس السلالة..
والفكرة يحملها هاشميون وغير هاشميين..
وليس المقصود استئصالهم كأفراد ولكن تجفيف منابع وجذور الفكرة نفسها بعمل طويل المدى يتسم بالتأني والرشد وسعة الصدر..
هذه مهمة لاحقة تأتي بعد المهمة العاجلة وهي إنهاء الانقلاب واسترداد الدولة..
وفي المواجهة العسكرية القائمة اليوم لابد أن نتعامل كيمنيين مع هذا الخصم كطرف يمني ضال وعنيف وعقائدي سيقاتل حتى آخر نفس عن آخر محاولة إحياء جادة وحقيقية لفكرة متخلفة في عصر لا أظنه على استعداد لقبولها..

*متداول في فيسبوك

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر