فهد سلطان
فهد سلطان
محمد علي الحوثي والصماد وإعدام العشرة من تهامة..
الساعة 12:47 صباحاً

الكثير يعرف طبيعة الخلافات التي كانت تكبر كل يوم بين صالح الصماد رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي وبين محمد علي الحوثي، وأن هذا الصراع خرج في أحايين كثيرة إلى وسائل الإعلام على شكل تصريحات نارية متبادلة، يتحدث الأول عن الفساد والفاسدين والهوامير وأنهم تحت القانون لا فوقه، ويرد الثاني بأن الخونة لا مكان لهم بيننا.
صالح الصماد تربطه علاقة جيدة مع عفاش، وكانت أكثر الخلافات بين الطرفين (المؤتمر والحوثيين) يطفئها الصماد، وهذا ضاعف من الشوك حول الرجل إلى جانب أنه أستاذ تربوي وخطيب مفوه وهو ليس من السلالة، وباختصار شديد، "الصماد" في أخر حياته صدق أنه رئيس، وأنه الحاكم الناهي، وعلى ما يبدو أنه كان يأخذ قراراته من خطابات عبدالملك الحوثي مباشرة ويتجاهل حقيقة الجماعة وسلوكها وموقعه كدمية من الإعراب، عاش جزء من الوهم في أخر حياته فعليا، كما هو الحال علي البخيتي لحظة سقوط صنعاء، الثاني صفع على وجهه حين كان يريد تقديم الجماعة بأنها مدنية تأكيدا لكلامه وتصريحاته التي ملئ بها وسائل الإعلام، فلم يخرج من الجماعة فقط وإنما من الحظيرة الدينية كلها، فيما الأول "الصماد" صعب عليهم إخراجه من المنصب بسهولة فأخرجوه من الدنيا كلها.
بكل الطرق، كانت إزاحة الصماد صعبة، وخاصة أن الجماعة في وضع حرب، وأن التماسك الداخلي مهم في تلك اللحظة وإبعاده كان لابد أن يتم بلا تأخير، وبالتالي ليس سوى الإزاحة بطريقة الاغتيال وإخراج الموضوع بطريقة لائقة، وهنا يتحول إلى بطل وشهيد ويتم استثمار الدم، وفي نفس الوقت يتحقق الهدف بأقل خسائر، والمجيء بدمية أخر يسمع الكلام "مهدي المشاط"، وحتى تمر هذه الكارثة إلى النهاية وتثبيت، أن الإزاحة لم تكن من الداخل جيء بالمتهمين من تهامة ككباش فداء للاستهداف المزعوم.  
كيف قتل أحمد شرف الدين؟، وما هي التنجية، ثم محمد المتوكل، وجدبان وأخيرا حسن زيد والقائمة تطول، أما من يريد يفهم أكثر في القضية الحالية، فليتأمل في لائحة اتهام العشرة الذين سيعدمون غدا، سيعرف حقيقة هذه المسرحية من أولها إلى أخرها، سيعرف كيف تحاول الجماعة لملمة الصراعات الداخلية وتبيضها عبر هذه الاغتيالات لعوام الناس الأبرياء.!!

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر