-
طارق صالح يعزي ناصر باجيل في وفاة عمه الشيخ علي سالم باجيل أجرى نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، طارق صالح، اليوم، اتصالاً هاتفياً بالنائب الأول لرئيس المكتب السياسي الشيخ ناصر باجيل، قدّم خلاله تعازيه الحارة في وفاة المغفور له بإذن الله، عمه الشيخ علي سالم باجيل.
-
طارق صالح يوجه بدعم جامعة تعز في التربة بمشروع طاقة شمسية ومعمل حاسوب متطور استقبل نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح اليوم الدكتور أحمد الرباصي، نائب رئيس جامعة تعز ورئيس فرع الجامعة في التربة، للوقوف على سير العملية التعليمية في كليات الفرع.
-
فيديو| طارق صالح يتفقد ميدان التدريب العسكري في الساحل الغربي ويؤكد أهمية الإعداد لمعركة استعادة الدولة قام نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية، طارق صالح، اليوم ، بزيارة ميدانية إلى ميدان التدريب العسكري في الساحل الغربي، حيث تنفذ الألوية برنامجها السنوي.
- محافظ ريمة: لقاء المخا تأييد لدعوة طارق صالح لتوحيد الصف الوطني لمواجهة الحوثيين واستعادة الدولة
- مأرب: مصرع طفل داخل حفرة صرف صحي في مخيم الجفينة للنازحين
- طارق صالح خلال لقائه بمشايخ ووجهاء ريمة: الحوثيون تلقّوا أوامر من إيران بوقف الهجمات في البحر الأحمر
- ولي العهد السعودي وترمب يوقعان وثيقة شراكة اقتصادية استراتيجية
- بدعم من طارق صالح.. بدء الضخ التجريبي لمشروعي مياه وتدشين العمل بملعب رياضي في الوازعية بتعز
- حملة اختطافات حوثية تطال مدنيين في إب عقب إزالة شعارات الجماعة
- لغم حوثي يودي بحياة شاب في التحيتا جنوب الحديدة
- فيديو| طارق صالح يتفقد ميدان التدريب العسكري في الساحل الغربي ويؤكد أهمية الإعداد لمعركة استعادة الدولة
- السفير الأمريكي يشيد بنجاح المقاومة الوطنية في اعتراض شحنتين من المعدات العسكرية للحوثيين في البحر الأحمر
- الهجرة الدولية تكشف عن نزوح 60 أسرة يمنية في أسبوع

ماذا ينتظرنا في المستقبل؟
سؤال جارح وبلا أفق وأكبر من حدود المخيلة لمن يعيش في بلد بلا حاضر كاليمن. إذ كيف لشعبٍ مهرولٍ نحو الماضي ومتعلقٍ بأستاره ومتسلح به لهدم حاضره أن يفكر في المستقبل وأن يفترض وجود مستقبلٍ من الأساس؟
فكلما تفاقم الغرقُ في وحل الحاضرِ يصبحُ الحديث عن الآتي.. أشبه بخيالات محكومٍ بالإعدام يتسلى في ساعاته الأخيرة هربًا من يقين مصيره الوشيك.
لعل هذا هو ما يتبادر إلى ذهن الكثير منا حين يأخذه التفكير بالمستقبل سامحًا له بإلقاء صخرة الحاضر عن كاهله. وحين تتسلل على غفلة من همومه أشعة أمل خافتة لتفرض نفسها ولكنها سرعان ما تصطدم بجدران الواقع الغارقة في السواد.
وبالتأكيد لست أحاول بهذا الانهيار البلاغي تلميع سقف الإحباط الذي يصد نظراتنا وهي تبحث بين زواياه عن ثقب نور لتحلم بغد أجمل بقدر ما أنقل الحقيقة الواضحة رغم ما يتسبب به الاعتراف من مرارة ووجع لي ولمن سيجد نفسه في هذه السطور.
هذه السطور التي تتداعى كلماتها محملة بالخيبة هي نبذة مصغرة لأيامنا المهدورة في وطن يتقاذفه الخذلان وتطمس ملامحه العريقة والمجهدة يد الحرب الملغومة بالموت والدمار والفقر والمرض... و إلى ما لانهاية من مبطلات الحياة المتراكمة بشكل يومي وهي تتناسل لتحاصرنا من كل وجهة وتقاسمنا فتات نصيبنا من شظف العيش.
سنوات عجافٍ مضت وتركت كل محصولها من الفقد والمآسي والشتات وتفكك النسيج الاجتماعي ودفعنا فيها كلفةً باهظة من أحلامنا ودمنا
مرغمين لإشباع نزوات سلطوية وطائفية وسلالية ومقامرات خسيسة استغلت ضعفنا ووجدت في أرضنا ساحة لتصفية حساباتها فلا هي حققت نزواتها ولا نحن توقفنا عن دفع الثمن.
قد يشك البعض أنني أجهل نتيجة الكتابة بكل هذه السوداوية وأنني أمر بلحظات ضعف وهزيمة دفعتني إلى كتابة هذه المقدمة القاتمة.
لكنني بما لا يدعُ مجالًا للشك أدرك أن الكتابة الانهزامية قد تكون سلاحًا قاتلًا لبعضٍ النفوس الهشة التي فقدت القدرة أمام كل هذه الأهوال ووحشية الواقع ليس على التفكير فحسب، بل وخسرت جل وسائل المقاومة في معركة تعتقد أن من يتفوق فيها هو من يمتلك السلاح والمال والسلطة وكل مقومات القوة التي تمكنه من تحقيق أحلامه وفرض إرادته على الأرض والإنسان مع أن الواقع والتاريخ يقولان غير ذلك.
وفي الوقت ذاته أدرك أن المكاشفة بالحقيقة على ما فيها من قسوة يمكن أن تكون محاولة ناجحة لكشف الحُجب التي يتحاشى الكثير منا رؤيتها.
هذه المكاشفة تضع الجميع باعتقادي بين خيارين لا ثالث لهما. أحدهما يكمن في الاستسلام والتسليم لإرادة القوة ومشاريع الظلام والحرب التي أوصلتنا لما نعيشه بقيادة نخب فاسدة وبلا مشروع وطني جامع بمقدوره أن ينهي المأساة ويفتح الأبواب للسلام والعيش المشترك والتنافس الشريف لخدمة الشعب عبر الوسائل المشروعة والمعترف بها.
هذه النخب الفاسدة، ما كان لها أن تبقى لولا إطالتها لأمد الحرب والذي وجدت فيها كل الذرائع لتحقيق مكاسب سياسية وسلطوية لم تكن تحلم بها في فترات السلم.
وفوق ذلك جعلت من الحرب واستمرارها وسيلة للإثراء والمتاجرة بمعاناة الناس وتعمدت أن تزيد في معاناتهم كوسيلة ضغط وأوراق ابتزاز تطرح على طاولة المفاوضات التي يرافقها الفشل مقدمًا منذ الافتتاح وحتى البيان الختامي.
ذلك لأن كل طرف يراهن على عامل الوقت لتحقيق المزيد من الانتصارات والتقاط أنفاسه والتحشيد للبدء من جديد وليس في نيته القبول بالآخر والوصول إلى حلٍ شاملٍ وعادلٍ يخفف من معاناة الشعب ويوصله إلى بر الأمان.
هذه النخب التي مهدت لها الحرب ومصالح القوى الإقليمية المتصارعة الطريق إلى ما يشبه السلطة لا مجال للتعايش معها ولا إلى قبول ما تتركه لنا من فائض لا يساعد على الحياة بقليل من الكرامة.
هذا الفائض الذي سرعان ما يتلاشى ويقل حتى نفقده ونفقد معه الرغبة في البقاء معلقين على شفا جرف هارٍ،
بل أصبح التعايش معها ضربًا من المستحيل والخنوع الذي تأنفه حتى الحيوانات فكيف بالبشر؟
وهذا ما تحاوله هذه المكاشفة وهي تهدف إلى إذكاء نار الحقيقة في النفوس الحرة وتحويلها لفعل قادر على تغير الواقع وتحقيق المستحيل.
هذا المستحيل هو ما يدفعنا للخيار الثاني كضرورة حتمية يفرضها صراع البقاء وهو خيار المواجهة وإعادة النظر في مصادر القوة التي نمتلكها في مواجهة أقليات متصارعة على أرضنا متحكمة بمصائرنا دون تفويضٍ منا أو مشروعية تكفل لها التضحية بنا لتحقق هي وحدها المكاسب وتتقاسم ما بينها إرثنا من الأرض وتنعم بخيراتنا وهي لا تمثل 5% من الشعب وربما أقل من ذلك.
وبالنظر إلى مصادر القوة فإن إعادة الاعتبار للذات الجمعية وحق الأغلبية في تقرير مصيرها واختيار من يحكمها والانتصار لنفسها واستعادة حقوقها المسلوبة تدفعنا لاتخاذ قرار المواجهة مع تلك الأقليات السياسية والسلطوية بكل أنواعها في معركة ستكون محسومة سلفًا لصالح الأغلبية المسحوقة.
فمهما كانت الخسائر والتضحيات فلن تكون أكثر من خسائر الاستسلام لبطش تلك الأقليات السياسية المستبدة وما أنتجته حروبها الغاشمة بأبعادها الإثنية البائدة وأوهام السيطرة من خراب لم يسلم منه أحد ولن يسلم فيه أحد إذا تركنا لها الحبل على الغارب لتستمر في التحكم بحياتنا وحاضرنا ومستقبلنا.
ولن يكون الانتصار إلا بتجريدها من كل صفةٍ وسلطة لم يمنحها لها الشعب وبتجريمها باعتبارها جزءًا من المشكلة لا جزءًا من الحل، مع التأكيد على قبولها كجزء من الشعب تخضع لقوانين البلاد ودستورها والتأكيد على تجريم كل المشاريع الطائفية والسلالية والنزعات العرقية والمذهبية المحلية والمستوردة.
إذن نحن أمام معركة مصيرية حاسمة بين مشاريع موت تفرضها نخب سياسية طارئة وعقيمة وبين مشروع حياة وبقاء يحلم به شعبٌ هو الأقوى وإن لم يمتلك بندقية واحدة.
لقد طال الصبر وحانت لحظة الخلاص إن لم يكن من أجل مستقبلنا فمن أجل مستقبل الأجيال القادمة ومن أجل أن يكون هناك مستقبل، فاستمرار مشاريع الموت لن يكون أثرها على الحاضر فقط بل وعلى القادم أيضًا بما يترتب عليها من نتائج كارثية تركت أثرها على كل شيء.
ومعلوم أنه كلما طال أمد الحرب كلما كان الحديث عن المستقبل نكتة تراجيدية سوداء مثل الحاضر الذي نعيشه اليوم وكانت فرص بناء المستقبل فوق قدرتنا على دفع التكلفة.
وختامًا لقد كان لزامًا تشخيص الحاضر رغم ما يسبب التشخيص من ألمٍ لكنه يكشف لنا حقيقة المرض الذي يتحتم علينا علاجه والتغلب عليه والقضاء على أسبابه قبل أن تتمكن من القضاء علينا ما دمنا الأقوى والأكثر وأصحاب الحق ومصدر السلطة.
وما دام ألم العلاج سيكون أقل كلفة من بقاء المرض حرًا يتسرب لكل خلايا الجسد حتى يفقده القدرة على الحركة وينهب منه آخر نفس للحياة.
إن مواجهة حقيقة الحاضر هو أشبه بفتح صفحة بيضاء لنكتب فيها أول سطر من سطور المستقبل قبل أن نصبح صفحة ملعونة من ماضٍ بائسٍ لم نساهم في كتابته ورضينا أن نكون نقطة مهملة في نهاية سطر عديم المعنى
ولن يكون لنا ذلك إلا بكسر رأس الحاضر المريض ليتعافى جسد المستقبل وننعم بثماره في الغد القريب.
*من صفحة الكاتب.
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر