علي الفقيه
علي الفقيه
حفلة تبرير العنصرية
الساعة 03:40 مساءاً

كل الذين زغردوا وهم يشاهدون مجاميع القتلة واللصوص وشذاذ الآفاق من عناصر مليشيا الحوثي وهم يزحفون نحو عاصمة اليمنيين وأطلقوا عليها توصيفات "قوة فتية" و"قوة صاعدة" وبشرونا أنها في مهمة تاريخية للقضاء على "القوى التقليدية" لتضع لبنات الدولة المدنية الحديثة. 

وكل الذين برروا لجرائم وممارساتها العنصرية منذ ظهورها، أو تمالؤوا معها أو صمتوا عنها، وهي تجتاح المدن، وتفجر بيوت الناس وتشردهم، وتنكل بالمدنيين في سجونها، وتدمر بنية الدولة، وتمزق النسيج الإجتماعي، هم ذاتهم ظهروا اليوم دعاة سلام وتسامح بمجرد أن رفع الناس أصواتهم ضد جرائمها العنصرية التي توجتها بقانون "الخمس".

يزعجهم رد الفعل على الممارسات العنصرية ولا يزعجهم الفعل العنصري ذاته، ولا يظهرون إلا حين يصرخ الشعب بقوة في وجه العنصرية.
يريدون منكم أن لا تهاجموا هذه الجماعة الفاشية بجذورها التاريخية ومرجعياتها الفكرية ولا تعروا حقيقتها كجماعة سلالية طائفية عبرت بوضوح عن النزعة الكامنة لمن يعتقدون أنهم تعرضوا للظلم التاريخي لأنهم أزيحوا عن الحكم عام 62 وحرموا من الحق الممنوح لهم بـ"صك سماوي". يسوؤهم أن تشنعوا على من يغذيها ويخدمها. ويعتقدون أن عليكم فقط استخدام مصطلحات لطيفة من قبيل "التمييز الإيجابي" و"التمييز السلبي" الذي هو بمستوى واحد!!

 فالجناح الناعم لا يزال يمارس دوره خارجياً برشاقة، ويجد من يدافع عنه ويروج له محلياً، ويظنون أن ادعاءاتهم وملاستهم المصطنعة ستنطلي على الناس. وكأننا لا زلنا في عام 2004 وهم يستخدمون علاقاتهم لجر المغفلين لمسيرات تندد بـ"علي كاتيوشا" الذي يقتل المدنيين في صعدة،  ونحن نتخيل "الجنرال" ودم الأبرياء يقطر من يده.

الكحلاني يستشهد بما يكتب الوادعي، والذاري يثني على إنصاف وتحرر المتوكل... وهكذا. 
يدبج أحدهم مقالاً ثم يبتسم برضى ويمد يده لإصلاح القناع الذي يظن أنه لا يزال يخفي خلفه عنصريته وقبحه، ولم يدرك أن جموح الجماعة القادمة من كهوف التاريخ قد أسقط كل الأقنعة بل وتساقطت أشياء كثيرة وبانت كل العورات. وأكثر من هذا أنها نبتت أنياب ومخالب.. وبعض الزنابيل نبتت لهم أذيال طويلة.

نصيحتي: شوفوا لكم لعبة غيرها وقد تكتشفون أن لديكم موهبة جيدة في كتابة وتلحين الزوامل، وتحليل خطابات "السيد القائد". ستشعرون براحة أكثر بدلاً من تبديد أعماركم في التمثيل!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر