مصطفى محمود
مصطفى محمود
آن الأوان للشرعية خوض معركتها الوطنية من نافذة القومية اليمنية
الساعة 12:05 مساءاً

لقد حان الوقت لخوض المعركة من النافذة القومية للأسباب التالية:
تستخدم المليشيا الحوثية في معركتها ضد اليمن ثلاثة عناصر، الأول أدلجة المجتمع بفرض الهوية السلالية الإمامية، أما الثاني فهو العمل العسكري، والثالث العمل السياسي؛ العنصر الأول هو سبب صمودها حتى الآن.
فيما تستخدم الشرعية في معركتها ضد المليشيات الإيرانية الحوثية، عنصرين فقط؛ العمل السياسي والعسكري.
ولقد حان الوقت للشرعية والتحالف تغيير استراتيجية المعركة، وخوض الحرب من نافذة القومية اليمنية، كعنصر حرب ثالث لأغنى عنه لمواجهة أدلجة الحوثيين للمجتمع اليمني.
لن يستطيع العالم كله القضاء على الحوثيين بقوة السلاح العسكري، خصوصاً وأن جرثومة الإمامة والولاية تستفحل في المجتمع، حتى وإن انهزم الحوثي وولى الأدبار من اليمن، فالحوثي فصيل فرعي  من الجرثومة الأصل المنتجة لكل الجراثيم عبر العصور، تتجدد ظهورها وأعراضها بين الفينة والأخرى، بألوان مختلفة وشخاص مختلفون، فالشرعية والتحالف يحاربون المليشيا الحوثية بالسلاح والسياسية، من أجل تحرير الأرض اليمنية واستعاده الدولة، بينما المليشيا السلالية الإمامية تسارع  في احتلال العقول، ثم تحتل كل منطقة بأهلها المماسيخ، فالسلاليون يلوثون عقول الصبية والأطفال والشباب في المساجد والمدارس والمعاهد والكليات ومؤسسات الدولة والأسواق والتجمعات وغيرها من الأماكن التي لا تعد ولا تحصى، فإن لم تتغير استراتيجية المعركة اليوم وتصبح القومية اليمنية عنصر حرب ثالث، سوف نتفاجأ غداً بجيل لا نعرفه، جيل يرفع صورة آيات إيران، في شوارع اليمن ويحج ويعتمر في كربلاء.
سوف يتحول اليمن إلى ولاية إيرانية، حينها لن تنجو السعودية من انتشار هذا الوباء، وسوف يصبح مهدد لزوال الدولة السعودية وتدمير المجتمع، لذلك نخاطب الشرعية  بضرورة خوض المعركة من نافذة القومية اليمنية  لمواجهة أدجلة الحوثيين للمجتمع، وتكون المعركة القومية  كالآتي:
 استعادة الهوية القومية والوطنية وإحياء اللغة اليمنية القديمة والفولكلور اليمني، واكتشاف التاريخ المزور، في اليمن والمنطقة، والواقع الديني والسياسي الفاسد لمعرفة تحديد الاسباب وتحديد الأعداء، وسبل استعادة الحضارة والهوية القومية الوطنية المفقودة.
لابد من عمل مؤسسي علمي قوي ومستدام لاكتشاف التاريخ الحقيقي لليمن، بعيداً عن الأجهزة الدينية والأكاديمية والإعلامية الفاسدة الجاهلة المضللة، الذين هم شركاء في انهيار الحضارة والتنمية الهوية القومية.
بالتأكيد، الخطوة الأولى والهامة والتي يجب أن تكون متواصلة في المرحلة الأولى لاستعادة الهوية اليمنية والوطنية، يتطلب هدم القداسة (لآل البيت) واحقيتها في التميز، تلك الحصان الطروادة، التي لم يكن لها أي تأصيل إسلامي، لا في القرآن ولا السنة، وإضعاف تأثير تحكم الجماعات والحركات والتيارات الإسلامية، وتفكيكها.
لقد ثبت مما لا يدع محالاً للشك، أن كل تلك الجماعات والحركات والتيارات الإسلامية، لا يمثلون الدين الحقيقي وأن أصولهم وأهدافهم أجنبية وضد الهوية, القومية وضد الحقيقة والمصالح الوطنية، وطرح المفهوم الحقيقي للدين وللشرائع ودعمه بقوة من الدولة و كافة المؤسسات الحكومية و الشعبية.
إن الأقيال يحاربون بسلاح الهوية القومية لكن جهودنا الفردية لا تكفي، مقابل ما يقومون به السلاليون ومن سيل عارم، لقد  سخروا كل مؤسسات الدولة سلطة ومال وقوة في تنفيذ مشروع أدلجة المجتمع اليمني وسحق الهوية القومية اليمنية، واجتثاثها من الخيال الجمعي لليمنين، فجهودنا لوحدها لا تكفي.

لكننا على ثقة أن الرئيس هادي قيل يماني غيور على هويته القومية، ورجل وطني مجتهد، نثق أنه سيلتفت إلى ضرورة تغيير استراتيجية المعركة، بإضافة العنصر الثالث للحرب هي القومية اليمنية في مواجهة أدلجة المجتمع.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر