عادل الأسعدي
عادل الأسعدي
عن توقف استهداف الحوثيين للسفن بواسطة عُمانية
الساعة 05:33 مساءاً

طالعتنا مواقع التواصل الاجتماعي بخبر موافقة الحوثيين على وقف التصعيد في البحرين الأحمر والعربي.
كل المعطيات تؤكد صحة هذا الخبر ولعل وجود الوساطة العمانية منذ بدء التصعيد الحوثي على الملاحة البحرية كانت مثبته وأكد ذلك محمد علي الحوثي في منشور له بتاريخ 10 فبراير الجاري.
إلا أن هناك متسع من الوقت وهامش تستطيع المليشيات من خلاله الاستمرار والمناورة، ليؤكد في منشوره استمرار التصعيد.. مؤملاً على نجاح المساعي الدولية في وقف الحرب ليعلن بموجبها أنتصاره؛ ويزعم أن فرقعاته التي اسماها طوفان، حققت مبتغاها ولولاها لما أوقفت إسرائيل حربها على غزة، وستعلن بذلك انتهاء طوفانه، ويحشد المغلوب على أمرهم إلى الشوارع احتفالاً بالنصر على أمريكا، وبريطانيا، وإسرائيل، وعلى التحالف الدولي...
غير أن الأمور سارت على غير ما تخطط له الميليشيات ومن ورائها إيران، فضربات تحالف، رغم محدوديتها، أفقدت الحوثي جزءاً كبيراً من قوته وأصبحت صواريخه ومسيراته هدفاً لطيران تحالف، الذي يستهدفها في مرابضها، بالإضافة إلى استهداف مخازنها.
وجاء قرار الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار جماعة الحوثي منظمة إرهابية عالمية، الذي يدخل حيز التفيذ في 16 فبراير/ شباط المقبل؛ أحد معجلات وقف مناورات الحوثي التي لم تضر بإسرائيل وحلفائها، بل أضرت بالشعب اليمني، أولاً: وبمصر العربية ثانياً، وبالصين ثالثاً، التي لم تشترك في تحالف "حارس الازدهار"، لكنها تضغط على حليفتها إيران، لإلزام الحوثيين بالتوقف.
ومؤخراً، نشر الاتحاد الأوروبي أساطيله في البحرين الأحمر، والعربي، ومضيق هرمز، وتسريبات جادة مفادها بأن أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي عازمين على الانتقال للخطة "ب" إذا لم يوقف الحوثي ضرباته على الملاحة الدولية.
وتشير التقارير إلى أن الخطة "ب" تقوم على جانبين، الأول: استهداف القيادات الحوثية، والثاني: تحريك جبهات القتال الداخلية، ووقف كل أشكال الضغوطات التي انتهجتها أمريكا، وبريطانيا على الحكومة الشرعية، وعلى التحالف العربي، لوقف التقدم نحو صنعاء، وإضعاف دور الحكومة الشرعية اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً.
كل هذه المعطيات جعلت الحوثي يوافق على وقف التصعيد ويبلغ العمانيين بذلك عبر محاوره الأول محمد عبدالسلام فليته، المقيم في سلطنة عُمان.. إلا أن الحوثي أشترط على العمانيين وعبرهم للولايات المتحدة الأمريكية بعدم إعلان هذا الاتفاق.
للأسباب التالية:
أولاً: أن الموافقة على وقف التصعيد في الوقت الذي تتعرض غزة وبالأخص رفح لهجوم بربري، يمثل أهم منعطف في المعركة وبهذا تسقط أقاويل الحوثي بأنه يهدف من خلال التصعيد في البحرين الأحمر والعربي إيقاف العدوان على غزة.. فكيف أوقفها اليوم وفي هذا الوقت الحرج والحاسم؟!.
ثانياً: إعلان قبول الحوثي بوقف التصعيد سيفقده مصداقيته أمام المغرر بهم ممن دفعتهم غريزتهم العربية، وتعاطفهم مع القضية الفلسطينية إلى تصديق خطابات الحوثي، وإعلامه.
وتجاه هذه الحقائق وانكشاف زيف وبطلان المليشيات وتسرب خبر موافقته لوقف التصعيد، وعندما رأى الجد بدأ، ولامجال للمناورات والمسرحيات؛ فضل الحفاظ على قياداته، وعلى المخدوعين ممن أيدوه، ونسي غزة، وشعاره الموت لأمريكا الموت لأسرائيل وسارع بابلاغ العمانيين بالموافقة على وقف التصعيد.
لكن الخبر الذي حرص الحوثي على إخفائه تسرب وأنتشر. فما عسى الحوثي أن يفعله، حتى لا يفقد ما هدف إلى تحقيقه داخلياً وهو كسب المزيد من المغرر بهم لتجنيدهم لتحرير فلسطين، كما يدعي، وهم بالأساس زنابيل سيوجههم ذات يوم نحو مأرب أو الساحل الغربي أو الجنوب.. وليس مستبعدا أن يقول الحوثي هؤلاء من خذل فلسطين ومن وقفوا مع إسرائيل فجهادهم واجب ليتحرر فلسطين. 
وأمام مخاوف الحوثيين سنسمع ونرى مسرحيات جديدة ونراها جلية وواضحة بحكم معرفتنا لهذه المليشيات واتخاذ الكذب والتقية رداء لإخفاء وجهها القبيح التي حاولت أن تستخدم قضية فلسطين العادلة لتبييضه، ووقف الاحتقان الداخلي المنبئ بثورة شعبية عارمة تجتثه للأبد.. ومن التوقع أن يغطي الحوثي على فضيحته في قادم الأيام، بما يلي:
1- أن تكذب قياداته وأبواقه خبر موافقتهم على وقف استهداف الملاحة الدولية.
2- أن يستمر تحشيد المغلوب على أمرهم والمغرر بهم ومليشياته إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة.
3- الاستعراض العسكري بمليشياته وعتاده.
4- سيعلن بعض مواقعه عن استهداف جديد لسفن تجارية أو حربية في البحر، دون تأكيد رسمي بذلك كونه ملتزم بوقف التصعيد.
5- سيعلن وبالصور إطلاق مسيرات وصواريخ نحو إسرائيل.  ومن المعلوم أن كل إعلاناته السابقة باستهداف إسرائيل لم تثبت أن مسماراً واحداً وقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
6- وإن طال أمد العدوان الاسرائيلي على غزة سيختلق الحوثي حرباً إعلامية ضد الجوار العربي لتشتيت الأنظار وخلط الأوراق.
7- وإن لم تكف هذه المسرحيات لتغطية فضيحة المليشيات فلا يستبعد اختلاقها لمعركة داخلية ضد الجنوب أو جبهات مأرب والساحل الغربي، لكن المرجح أن يبحث عن الخيار الأضعف ولايفجر أكثر من جبهة لعلمه بعدم قدرته على تحقيق أي نصر، ولو إعلامي، إذا تعددت الجبهات.
وأمام هذه التحديات، نعتقد بأن قيادات المليشيات ستتمنى في قرارة أنفسهم، سرعة انتهاء المعركة في فلسطين، ولو بهزيمة الفلسطينيين قبل انكشاف أكاذيبهم ومسرحياتهم.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر