حسين الصوفي
حسين الصوفي
هل سمعتم أغنية آل ربوع؟!
الساعة 04:26 مساءاً

عيضة الربوعي من مديرية الصفراء بمحافظة صعدة العظيمة، لم يستطع إنتاج أغنية، سامحوه لأنه لم يلبي أذواق البعض، ويثير جدلهم العقيم، لقد عجز الرجل عن اشغالكم بأغنيته، لسبب واحد: كان عيضة الربوعي يتلو نشيد الكرامة والحرية ويعزف ألحان الجمهورية الخالدة، وقاتل عصابة الحو.ثية السلالية العنصرية، دفاعا عن بيته وعرضه وحقه وماله ودولته وجمهوريته في المقام الأول.

عيضة لم يكتب كلمات أغنية تخصصون لها خطب تهز أعواد المنابر ضدها، ولا لحن أبيات تنشغلون في الدفاع عنها ليلاً ونهاراً في جدل عقيم سيء!
عيضة وقف شجاعا حراً شامخاً، قال ليحيى الرزامي أقسم بالله لن ترهبني أنت ولا من خلفك وأنني اشجع منك ومن عصابتك، ولن تموت بلادنا وجمهوريتنا حتى لو سقيناها بدمائنا، لقد كان يجيد كتابة هذه الكلمات فقط!
والوعد كالرعد، وعند أبطال صعدة يكون الوفاء بالدم وليس كالمطر، لقد قاتل حتى انسكب دمه كله قطرة قطرة، في سبيل الحق، والساكت عن الحق شيطان، وعيضة لم يسكت فحسب ولم يقاتل وكفى، بل كان فدائيا عظيما وبطلا للتاريخ ومناضلا من خامة زبيرية وكما لو أن الزبيري الشهيد محمد محمود أبي الأحرار حين قال هذا كان يقصد آل ربوع بقوله: 
"لن تسترد اليمن كرامتها وعزتها مالم يكن هناك عشرات من المناضلين، يرضون بالجوع حتى الموت وبالحبس حتى اخر العمر، وبتفجير منازلهم حتى آخر حجر، ويتقدمون إلى العمل الوطني على أساس النصر أو الموت".
الزبيري تحدث عن عيضة، فالشهيد عيضة قاتل حتى آخر قطرة، وفوق ذلك فجرت العصابة منزله حجرا حجرا ثم صوبت العصابة الكهنوتية المجرمة قذائفها ومدافعها صوب النساء والاطفال فقتلت وجرحت من اسرة عيضة عشرة اطفال ونساء ورجال، ثم نهبت كل املاكه من نقود وسيارات واثاث واستباحت كل حرمة!.
هل سمعتم ألحان هذه الأغنية المختلفة؟! 
هل تستحق هذه المقطوعة اهتمامكم وجدلكم؟! 
هكذا قاتل عيضة الربوعي وهذا ما حدث في آل ربوع قبل يومين، بالضبط وأنتم تعيشون جدلا لا قيمة له ولا مقام!.
في اللحظات التي تلهيكم الاوهام وتشغلكم السفاسف، وتأخذ اهتماماتكم القشور، يكون المجرم قد قطع شوطا مهما في مسيرته البشعة وارتكب المجازر وحاول إذلال اليمنيين وكسر إرادتهم.
هو لا يتوقف مطلقا، لا ينشغل عن تحقيق هدفه المعلن والواضح والصريح، والمتمثل في نسف كل ما حققته ثورة ٢٦ سبتمبر المجيدة، وتدمير مكتسباتها، وطمس معالمها والانتقام من كل عقودها وسنواتها، وإهانة اليمنيين وإذلالهم وسحقهم واحتقارهم، هو الهدف المرحلي والأبرز لديه، لأنه يعلم يقينا أنه لن يستطيع استعادة حلم الشيطان ودولة اللقطاء الكهنة العنصريين الأبالسة، لذلك يوغل في الانتقام وبوحشية قذرة للغاية!.
انشغلوا كيفما شئتم، تصايحوا، اختلفوا، تجادلوا، ابحثوا لكم كل يوم عن ضجيج يقتل فيكم وعيكم ونخوتكم وكرامة اليمني الذي يتعرض بلده للانتقام من عصابة ال البيت الأقذر في تاريخ البشرية.
اما عيضة فلا وقت لديه لهذا الهراء، عيضة بطل، كان في اللجبة قريته وارضه، ككل احرار صعدة الأبطال، كان يتجول في مزارع صعدة ويتأمل في رمانها، وعنبها وأغصان القات ومآذن المساجد، ويقسم لها أن صعدة جمهورية بجمهورها وترابها واغانيها وريحها وروحها والبرع الصعدي وألحان النصر الخالد.
أيها الشهيد العظيم والمناضل المؤسس، يا أبا الأحرار يا زبيري: ها نحن الآن في الثلث الأول من سبتمبر، نقتفي أثرك ونتتبع خطاك، ونسعى بكل يقين للتشبه بك في الإيمان والنضال والهوية والعزيمة وحتى في الزمن باليوم والشهر والساعة.
سجل عندك من العشرات الفدائيين عيضة الربوعي، لقد قاتل حتى الموت، وتفجرت منزله حجرا حجرا، وفوق ذلك قتلوا اسرته.
يا عازف لحن الخلود وصانع مجد اليمنيين، يا شهيدنا الزبيري، لقد مضى عيضة في الطريق التي رسمت، وضحى بما قلت عنه، وهو يعرف أنك تعرف عدونا جيدا، ولديه اليقين المطلق أن التضحية ثمن استرداد اليمن.
نحن الان على مشارف السادس والعشرين من سبتمبر، أهلا بكم في صعدة، في مدينة الخلود ومنبث الجمهورية.
هنا صعدة، هنا أغنية آل ربوع، والآن نترككم مع النشيد الوطني.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر