همدان الصبري
همدان الصبري
بين خديعة الأمس وصحوة اليوم!
الساعة 04:55 مساءاً

لم تعد الخطابات المنمقة، والتهديدات الفارغة، والمفردات الرنانة، تجدي نفعاً أمام الصحوة المتتالية اليوم لأبناء الشعب ممن يقع تحت سيطرة الجماعة الظلامية. يدلل الخطاب الأخير لما يسمى بـ "زعيمهم" والمتضمن ل "لن نسكت، والتغييرات الجذرية!!"، على مستوى حجم الاحتقان الكبير للشعب، وتخبطهم وخوفهم من قرب الانفجار، بل ويؤكد على فشلهم التام حتى بإرسال أخصائيين لإزالة الزوائد اللحمية، وحشو الزوائد اللغوية!.
تعتقد الجماعة الظلامية بأنهم عبر تكديس الأموال المهولة، وتجويعهم لأبناء الشعب، أنها ستدخلهم في دوخة طويلة وغيبوبة عميقة؛ ليسَهل عليها فيما بعد إدارته والتحكم به!. وتزعم الجماعة الكهنوتية بأنها عبر ترويضها للعكفة ممن يعمل ضمن طبقتهم الميليشياوية، وإعطائهم بقايا الفتات بالقطارة، لما يسمى ب "الإعانات أو الإعاشة"؛ ستجعل منهم يلهثون كالضواري!. وتحسب الجماعة السلالية بأنها عبر تغييرها للهياكل الإدارية الوظيفية، واستبدالها بالهياكل السلالية، أنها أصبحت في مأمن وأن مفاصل الحكم والقرار أصبح في قبضة يدها الحديدية!. وتظن الجماعة الكهنوتية أنها عبر الاستيلاء على مقدرات الشعب العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها، بأنها ستكون سنداً منيعاً وحامياً لها من أبناء الشعب، وأنها سوف تحكم السيطرة، وتدير بالحديد والنار!.
كل تلك أوهام وأضغاث أحلام وسوف تتلاشى في لحظة ما قريبة، سوف يخرج الشعب من سباته ودوخته وغيبوبته بشكل متتال ومتلاحق، وسوف يتناقص ويتقلص اعداد المغررين والمتعاطفين والمخدوعين بهم، وسوف تتكشف الحقائق يوماً بعد يوم، وستدرك العكفة -الميليشياوية- ما كان يعطى لهم من بقايا فتات كإستراتيجية ماكرة وخبيثة، وستنهار وتتكسر الهياكل السلالية الشمعية، وكذلك الأيدي التي فتحت لهم مخازن مقدرات الشعب العسكرية، وسمحت لهم بالاستيلاء والنقل، هي نفس الأيدي التي سوف تتعاون لاستعادة مقدرات الشعب!.
خُدع الكثير من أبناء الشعب وتعاطف معهم وساعدهم وساندهم بطرق مختلفة (مباشرة وغير مباشرة)، وعبر مراحل متفاوتة!. تم تمرير تلك الخديعة الكبرى عبر مجالس الإلتقاء اليومية "المقايل!"، وبطرق شتى مرتبطة ب: إسقاط مراكز الاستكبار والغرور المشايخية، وإسقاط مراكز النفوذ وناهبي الأراضي، وإسقاط الجرعة، وإسقاط الحكومة الجائرة، واستعادة السيادة، ومنع التوريث، وغيرها!. انجر كثير من أبناء الشعب وراء كل تلك الادعاءات بمجرد السماع دون المشاهدة او المعايشة او التعرض للنهب او البطش، وكان ذلك ناتجاً عن وجود فساد مالي واداري واقعي!. اما اليوم فكل أبناء الشعب يعايش الوضع، ويرى بأم عينيه -دون أن يسمع- الظلم والجور والقبح والاستكبار والاستعلاء والنهب والتبعية المفرطة، والفساد المالي والاداري والاخلاقي والاجتماعي والفحش السياسي الذي لم يسبق له مثيلاً!.
كيف للشعب الذي شحنتموه برفض استكبار وغرور المشايخ، بأن يقبل اليوم بوجود أسياد وعبيد!. كيف للشعب الذي تمت تعبئته ضد ناهبي أراضي الدولة، بأن يقبل اليوم بنهب الأراضي والممتلكات الخاصة والعامة!. كيف للشعب الذي جمعتموه من أجل إسقاط الجرعة، بأن يقبل اليوم بالجرع المميتة المتتالية، والجبايات الجائرة!. كيف للشعب الذي حرضتموه ضد الحكومة الجائرة، بأن يقبل اليوم بسلطة ميليشياوية تجمع وتنهب الإيرادات المهولة، ولا تصرف حتى المرتبات!. كيف للشعب الذي تلاعبتم بعواطفه أن السيادة منتهكة، وان دولة جارة عربية هي من تعين رئاسة الوزراء والوزراء، بأن يقبل اليوم بالتبعية المهينة المفرطة لدولة غير عربية، وليس بالتعيينات فقط، بل بالطقوس والثقافة والشعارات وغيرها!. كيف للشعب الذي خوفتموه من التوريث، بأن يقبل اليوم بالولاية والمرجعية والتسليم والإمامة بحلة ولاية الفقيه!.
سموم تلك الخديعة الكبرى، أشار إليها الرئيس الأسبق -رحمه الله- بأنه كان يرقص على رؤوس الثعابين، ورغم أنه كان محصناً ولديه قفازات، ويلاعبها من طبقة أعلى، ومحاط بواق ضد اللدغات (السلطة)، محاولاً الحفاظ على نفسه من لدغاتها، إلا أنها تمكنت من التسلق إليه، والالتفاف حول عنقه، ولدغته في نهاية المطاف!. أما الشعب، فوجد نفسه محاطاً من كل الاتجاهات بتلك الثعابين، ورفع رأسه لرؤية المشهد في الساحة، فوجد نفسه عارياً في منطقة خالية قاحلة، ووجد أن ملابسه وأدواته الوقائية والدفاعية قد تم تسليمها للثعابين!. خرجت تلك الثعابين من كل مكان يمكن أو لا يمكن تخيله، وبرزت الألقاب المحذوفة، وظهرت الألقاب المخفية، وخرجت التوز كرمز للكهنوتية بأشكالها المختلفة، وخرج الخبث الأسود من بين الصدور ومن تحت العمائم، حتى أصبح البلد بأكمله ملك خاص ووقف للكهنوتية السلالية!. لدغة تلك الثعابين الشعب لدغات موجعة ومؤلمة وقاتله، ونفثت سمومها في جميع أنحاء جسمه؛ ولكن الشعب اليوم أصبح هيكلاً عظمياً لا يؤثر فيه شيء، وأصبح البعض لديه مناعة مضادة الآن، وهنالك صحوة متتالية سوف تعيد له روحه المسلوبة!. وبعد الانتهاء من لحم الفريسة، دنا الوقت وحان الأوان بأن تلتف وتتشابك الثعابين فيما بينها، وتبدأ بلدغ والتهام بعضها البعض، وهنا سينتزع الشعب جزء من عظام أضلاعه التي لا يكسوها اللحم، ويستخدمها كأداة للقضاء على تلك الثعابين!.
اخيراً، من المسلمات التي لا نقاش حولها بأن هذه الجماعة الظلامية لن تستمر وإلى زوال، والفارق هو بالتوقيت فقط، أي أنه كلما تم الخلاص منها باكراً، كلما تم تقليل التكلفة الباهظة على المواطن والوطن والأجيال القادمة!. الثورة بمختلف أنواعها مثل ملك الموت، لا مكان ولا زمان يحددها، وتقبض على روح الطغاة المستبدين الظلمة فجأة!. جهزوا أكفانكم التي سوف يتغير لونها إلى سواد دامس من خبثكم ومكركم وطغيانكم وظلمكم، ولن يدفن جيفتكم أو يصلي عليكم احدى!.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر