عمار التام
عمار التام
سيّدُ الأقيال
الساعة 12:54 مساءاً

الأقيال مفردها "قَيل" بالفتح وهو مصطلح يمني حضاري يطلق على من يؤخذ برأيه ويسمع كلامه،وهو الأعظم بن الملك أو حفيد الملك ومن تؤخذ منه المشورة، ومن دلالاته أيضا المنصب الإداري الممنوح لرجال الدولة في الأقاليم وهو مايشبه قيادات وأعضاء المجالس المحلية والبلديات والمحافظين ومدراء النواحي، والأقيال كذلك هم مجلس الشعب أوالبرلمان الذين ذكرهم القرآن بالملأ بسورة النمل في مملكة سبأ. 
أما الأقيال كفكرة نظرية بلورها وأصلها كخطوط ومسارات عامة موسوعة اليمن الهمداني ونشوان الحميري، واستلهمها رواد الحركة الوطنية وثوار سبتمبر لمواجهة خرافة "البطنين"الهاشمية. 
الأقيال اليوم عنوان لحراك يمني قومي تجاوز خصوصية اللفظ واستعمالاته القديمة ليطلق على كل يمني رفع راية الهوية والقومية اليمنية في وجه مشروع خرافة الهاشمية السلالية وكهنتها، وكل المشاريع التي تستهدف المشروع القومي والهوية الوطنية لليمن. 
الأقيال نداء الحنين العميق لليمنيين في الداخل وفي دول المهجر والشتات فقد طال غيابهم عن ذاكرتهم التاريخية الحضارية وعن أرضهم وطال اغتراب الذات اليمنية عن الحضور والفاعلية في مركب الحضارة الإنسانية.
وقد كان الكثير من الصحابة والفاتحين رضي الله عنهم أقيال ومنهم وائل بن حِجر بن ربيعة بن وائل بن يعمر الحضرمي كان قيلاً من أقيال حضرموت، وكان أبوه من ملوكهم. وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بشر أصحابه رضي الله عنهم بقدوم القيل وائل بن حجر رضي الله عنه قبل أن يصل بأيام: وقال: يأتيكم وائل بن حجر من أرض بعيدة من حضرموت طائعاً راغباً في الله عز وجل وفي رسوله وهو بقية أبناء الملوك، فلما دخل عليه رحب به وأدناه من نفسه، وقرب مجلسه وبسط له رداءه، وأجلسه عليه مع نفسه، وقال: اللهم بارك في وائل وولده وولد ولده.
وعند بن منظور، مختصر تاريخ دمشق وأعلام النبلاء وطبقات بن سعد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هذا وائل بن حجر سيد الأقيال، جاءكم حبا لله ورسوله" واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الأقيال من حضرموت وأقطعه أرضاً. 
ويمثل الأقيال من اليمن بمن فيهم الأنصار الذين ناداهم المنادي من اليهود من أعلى جذع نخلة وقت الظهيرة بعد تحققه من قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا "يا بني قيلة هذا جدكم أي سُعدكم ورزقكم" يقصد بقيلة جدة لهم إسمها 'قيلة بن كاهل بن عذر' أو يا أبناء الأقيال نسبة إلى الإسم الجامع للأوس والخزرج القادمون قبل عقود من اليمن من قبائل الأزد وكانت اليمن تسمي قيلة للنساء أيضا تعظيما لشأنها.
وحسب كتاب "يمانيون في موكب الرسول" للقيل الدكتور المؤرخ محمد حسين الفرح رحمه الله أن نسبة الأقيال تصل إلى الثلثين من الصحابة والفاتحين رضي الله عنهم أجمعين. 
وبهذا المعنى الواضح يحق لكل يمني أن يفتخر كونه قيلا من الأقيال، وكل اليمنيين أقيال بهذا المعنى ومن تكلم باسم الاقيال وروج لعنصرية أو أساء للرمزيات الإسلامية وكون الأقيال تيار وعي شعبي وليسوا كيانا منظما، فلا يعمم على الجميع ما ينشره البعض بأسماء حقيقية، أما الأسماء والحسابات الوهمية والمستعارة فهي ذباب سلالي مجهول الأشخاص معلوم الدوافع. 
ومحور فكرة الأقيال أن اليمني سيد على أرضه واليمن للجميع بمفهوم المواطنة المتساوية للجميع، وكل من يتجاوز الانتماء لليمن تاريخا وحضارة وشعبا وجغرافيا من خارج اليمن أو داخلها، ويرى لنفسه حقا إلهيا مزعوما في التسيُّد على أقيال اليمن وأحرارها، أو يؤمن بأن أحداً أو سلالة لها الحق الإلهي في حكم اليمنيين، فهذا وذاك سيرون الأقيال أي كل اليمنيين الأحرار في وجوههم بكل وسائل النضال والمواجهة المشروعة حتى يعود اليمن سعيدا كسالف عهده في ظل دولته القومية الوطنية المنشودة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر