مصطفى محمود
مصطفى محمود
ماذا يعني أن تكون معتقلاً في سجون الحوثي؟
الساعة 09:02 مساءاً

في القسوة، لا شيء يعادل أن يكون جلادوك بلا أي رادع أخلاقي، في سجون الميليشيا الحوثية التي 
يعيشها المعتقل (عبدالحافظ محمداحمدالصلاحي) ابن الـ21ربيعا، سبع سنوات ومازال نزيلها. مجردٌ من أي وسيلة دفاعية، مثل سلحفاة بلا قوقعة. لا دفاعات شخصية لديه، ولا قانون يصد عنه، ولا مجتمع يحميه يبقى فقط ما يمكن اعتباره الرادع الإنساني، تلك القوة الكامنة في الضمير (ضمير الجلادين !). يمكنه أن ىأمل فقط بحماية القاسم المشترك الإنساني مع هؤلاء الذين يحوزون كل شيء ويجردونه  من كل شيء.
في القسوة، لا شيء يعادل أن تنتظر رحمة جلاديك. ولا شيء يعادل، في القسوة، أن تجد حياتك تافهة ولا تستحق أكثر من دقيقة أو دقيقتين حتى يُقرَّر أن ترمى في العدم كما يرمى عقب سيجارة. لا شيء أقسى من ذلك، ولا يمكن لأحد أن يدرك شعور هذه اللحظات دون تجربة فعلية. "تم اعتقال عبدالحافظ محمداحمدالصلاحي بتاريخ :6/12/2016م من أمام منزله بحي السنينة بصنعاء بتهم كثيرة، أحدها أنه سافر مأرب وعميل للسعودية  وأمريكا ويتواصل بعبد ربه منصورهادي.
هناك في سجون الحوثي يطغى الخوف من الموت على كل شيء، يغور المنطق في هوة سحيقة، وكذلك المعنى والكرامة وسلم القيم والاعتبارات. القلق الأول والوحيد هو الحياة. هل سيخرج عبدالحافظ من معتقل الحوثي  حياً؟ كل لحظة تمر عليه هي انتصار وانتظار في الوقت نفسه. انتصار لأنه  لا زل حياً، وانتظار لما تحمله  له اللحظة التالية. في كل لحظة يقول عقله الباطن ليتني مت قبل أن أصل إلى هنا بما يستحق هذا العقاب الذي أنا فيه، وفي اللحظة نفسها قبل ان تموت فيه  القوة ويستسلم ليرتاح كمن يستند إلى الريح.من "من التعذيب " إلى "كسر الرقاب 
ـ أنها جريمة واحدة، ليس بحق عبدالحافظ الصلاحي وزملائه المعتقلين المعذبين فقط، بل بحق المنظمات الحقوقيه والناشطين والضمير اللنساني   وقبلها المجتمع اليمني  الساكت والمرغم على السكوت. 
اعتقال عبدالخافظ الصلاحي  جريمة مستمرة تقول، إننا في عالم موحش، يتسلط  فيه من لا يملك الحق ولا الجدارة ولا القيم البشرية.

*من صفحة الكاتب.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر