محمد المقبلي
محمد المقبلي
شهيدة الكرامة.. الاكليلة اليحصبية
الساعة 10:58 مساءاً

هذا الفيديو الذي تشاهدونه ليس مقطع من فيلم لكنه حفظ لذاكرة شهيدة الكرامة بيريم من كاميرا احد المحلات التجارية في شارع الدائري بمدينة يريم وهي المدينة التاريخية التي كانت احد حواضر الحضارة اليمنية زمن يحصب بن رعين الحميري.
هذه الفتاة التي وقفت على باب الباص كانت تقف على باب الموت دفاعا عن كرامتها وهي الفتاة البديرية التي كشفت بفدائيتها ظاهرة كانت تهدد حياة الفتيات من قبل مجموعة محدودة من الذئاب الذين كانوا ينفردون بالفتيات في باصات النقل داخل المدينة وفي ظل التقاليد الاجتماعية لن يصدق الأهالي ان الفتيات ضحايا قبل ان تعمد الشهيدة بدمها واحد من ابرز دروس الكرامة ضد الذين عاشوا بين البشر كذئاب.
هذه الفتاة بنت بلادي من اعظم القرى الحميرية الجمهورية في مديرية القفر تالبة التي لها صفحات بارزة في التاريخ الحميري فهي التي تقع بين حصنين حميريين حصن الجلال وحصن الذفني وتاريخ من العلم والكفاح الجمهوري اكثر القرى تضحية من اجل الجمهورية وهي مدرسة للشجاعة رجالا ونساءا.
في الساعة الخامسة عصرا كانت الفتاة الشهيدة ام الطفلين في باص المواصلات في الخط المعروف الدائري المركزي وسط مدينة يريم وبحسب المعلومات الأولية كان السائق ذو السوابق عندما تصبح فتاة بمفردها بالباص يغير اتجاه السير ويقول للفتاة انها يجب ان تذهب معه في ابشع صور الاختطاف المميت في مجتمع شديد التقاليد في نظرته للمرأة وقد سجن مرات عديدة وبسبب معدومي الضمير الاجتماعي والانفلات الممنهج الذي تشهده محافظة اب يتم اطلاق سراحة.
هذه المرة كانت الفتاة فدائية وشجاعة وقفت على شرفة الكرامة وعندما رفض ان يتوقف وكان يسير بسرعة جنونية كما في المقطع قفزت لكي تكون امام خيارين حياة بكرامة او موت بكرامة ويكتب لها الخلود فما من خيار للشهيدة الا هذا الخيار الذي جعل روحها الخالدة في صفحة النساء العظيمات
كتبت المقادير ان تقع الشهيدة برأسها الشامخ على الأرض وتركت تنزف حتى فارقت الحياة ومن المقادير انها قفزت في مكان قريب من محل تجاري مزود بكاميرا تم توثيق الحادثة ومعرفة سائق الباص من احد القرى الريفية القريبة من المدينة وتحت الضغط القبلي الاجتماعي من قبل ابوه الفتاة وهو وجاهة اجتماعية محترمة من بيت بدير ومدير مشروع المياة بمنطقتنا والوقفة الجادة من المهندس توفيق البحم شيخ المنطقة تحركت السلطة المحلية بمدينة يريم وكان المجرم قد بنشر الباص لغرض التمويه لكن العدالة اخذت مجراها  وكان الوعي بالقضاء عالي لدينا والرأي العام بمدينة يريم والقفر حاضر وبالمرصاد والردع والقصاص سيكون حماية دائمة للنساء في كل اليمن ورفض المماطلة 
هي شهيدة الكرامة وكون مثل هذه القضايا ليست ضمن اجندة المجتمع المدني النسائي وحماية الفتيات من المخاطر واتمنى ان تكون شهيدة الكرامة قد لفتت انتباه الجميع لضرورة حماية الفتيات من مخاطر الابتزاز والاختطاف وان تعزز الأسرة اي اسرة ثقتها بالنساء كون خوف الفتاة من الأهل قد يجعل خيار الموت اهون وهي ضحية لميراث طويل ومرير.
هل يمكن لناشطة مدنية مهتمة بقضايا النساء ولديها مؤسسة ان تتخيل اللحظات الأخيرة لشهيدة الكرامة كيف دارت الدنيا برأسها للمرة الأخيرة واختارت كرامتها بشجاعة عالية..
كم فتاة وقعت بنفس الحالة وكانت ضعيفة ولم تفكر بالخلاص وقد تكون قتلت من الأهل الذين لن يتفهموا اي تبرير ولن يصدقوا قصة الضحية مهما كان محبتهم لها وثقتهم بها.. وكم من القصص التي ظلت حبيسة الجدران.
هل يكون دم الشهيدة وحياتها بداية لمشروع حماية النساء من المخاطر وبالذات مخاطر الابتزاز والاختطاف المميت.
كأولوية وبالذات في مرحلة توسع الجريمة وانتشارها.
شهيدة الكرامة بنت بدير بدمها وحياتها وضعت حد لمسلسل اختطاف النساء والحادثة جزء مما تعيشه محافظة اب من انفلات ممنهج لم تعرفه اب منذ ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢.
الرحمة ياشهيدة الكرامة والعزاء الكبير لاصحابنا بني بدير وكل احرار يحصب والرأي العام والمجتمع ينتظر الردع العادل.

*من صفحة الكاتب.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر