أحمد البتيت
أحمد البتيت
مناقشة حول حديث عليِّ: لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق
الساعة 05:40 صباحاً

ليت علماء السنة لم يتساهلوا في الرواية عن المبتدعة، على الأخص السلالية الشيعة ومَن لفّ لفهم.
نتفهم مبررات جهابذة السُنة واعتبارهم ثقة الراوي وصدقه، لكن الشيعي دينه الكذب، فكيف نثق أنه قال الصدق، حتى لو أظهره طيلة حياته!
وقد رأيناهم وخبرناهم في كل موطن، تظنه ملكًا طاهرًا، ثم حين يظفر بك سفك دمك وأكل مالك بالباطل وسعى لإيذائك بكل وسيلة!
روى مسلمٌ رحمه الله في صحيحه: حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زرٍ قال: قال عليٌّ: (إنه لَعهد النبي الأمي إليَّ أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق).
قبل الكلام حول هذا الحديث أحب أن أنبه لثلاثة أمور، الأول: لا تشك طرفةً في حبي لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، ثانيًا: لا تشك طرفةً في صدق عليٍّ، ثالثًا، لا تشك طرفةً في موثوقية علم الحديث ودقته، لكنه خاضع للنقد بمعاييره وطُرقه.
إذًا، هذا الحديث فيه على حدِّ بحثي ثلاث علل:
الأولى: وهي الأشد والتي سقت هذا الحديث شاهدًا لما أردتُ بيانه أن الحديث يدور على "عدي بن ثابت" وهو شيعي رافضي. قال أبو حاتم: "كان -أي عدي بن ثابت- إمام مسجد الشيعة وقاصهم".
والأئمة قد اختلفوا في الرواية عن صاحب البدعة كحال هذا، على ثلاثة أقوال، القبول مطلقًا ما دام ثقة صادقًا، والرد مطلقًا لأنه مبتدع ولا يؤمن كذبُه، والقول الثالث قبول روايته مالم تدعم بدعته، وهو اختيار الحافظ ابن حجر، شارح صحيح البخاري.
وعلى القولين الأخيرين لا تجوز رواية "عدي بن ثابت" هذا، فهو شيعي رافضي، وهو داعية إلى مذهبه، والحديث هذا يدعم بدعته.
الثانية: الحديث فيه تدليس الأعمش عن عدي، فقد رواه بالعنعنة، وهو وإن كان تدليس الثقة مقبولة عند بعضهم إلا أنها في مثل هذا الموطن أدعى للقول بالرد.
الثالثة: وهي علة معنوية، إذ كيف يمتحن الناس بحب علي بمفرده، فيكون حبه إيمانًا وبغضه نفاقٌ، نعم بمجموع الصحابة وهو منهم، لكن بمفرده هذا بعيد، خصوصًا إن علمنا أن بعض الصحابة كان يكرهه، بل بعضهم قاتل بعض، فهم بشر.
وقد حاول بعض الشراح توجيهه بأن المقصود: من شُعب الإيمان حب علي ومن شعب النفاق بغض علي، وليس المقصود الإطلاق. وهذا بعيدٌ فإن هذا الأمر ليس خاصًا بعليٍ، بل بكل مؤمن، فحب كل مؤمن شعبة من شعب الإيمان وبغضه شعبة من شُعب النفاق.
وحاول بعضهم توجييه بأن المقصود: حب علي من أجل دينه إيمانٌ وبغضه من أجل دينه نفاق، وهذا بعيدٌ كذلك، فكل شخص تحبه من إجل دينه الإسلام فهو إيمانٌ وكل شخص تكرهه من أجل دينه الإسلام فهو نفاق.
والمقصود أن هذه الرواية من حيث المعنى مشكلة أيضًا، فإذا انضمت إلى مشكلة السند، قوي الإشكال في الحديث.
والله أعلم.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر