د. محمد جميح
د. محمد جميح
الرجل الذي شهد المشاهد كلها
الساعة 05:20 مساءاً

كل من عرف الشهيد القائد ناصر الذيباني كان يعلم أنه سيلقى ربه في ميدان المعركة التي فرضها الكهنوت الإمامي الجديد على شعبنا. 
وعلى الرغم من شهادته التي كانت ماثلة أمام أعين الجميع إلا أن خبر استشهاده جاء كالمفاجأة التي هزت قلب البلاد كلها. 
منذ اليوم الأول لحرب الكهنة على اليمنيين وهو يقود المعركة هنا، ويرتب لها هناك. 
يضع الخطط، ويطمئن على الإمدادات، ويدقق في تقارير العمليات، ويتواصل لحل الإشكالات، ويتقدم جنوده نحو الموت، وإذا رأى ثغرة ألقى بنفسه فيها ليسدها، وإذا علم بضغط على جبهة رمى بنفسه في موج الموت ليخفف الضغط. 
كل من عرفه رأى فيه الصدق والشجاعة والقيادة والإخلاص والتفاني والإقدام. 
ما مال عن واجب، ولا فاته مشهد، ولا تقاعس عن مهمة، ولا تعذر بشيء. 
رجل من الرعيل الجمهوري الأول الذي أدرك أبعاد المعركة، فانطلق يقاتل الكهنة في كل المواضع، حتى لقي ربه في الخالدين. 
ولئن استشهد القائد الكبير فإن اليمن ولادة، والميادين تصنع رجالها، والمعركة تفرز قياداتها، والعاقبة للمتقين. 
الحرب كريهة، ولا أحد يريدها، لأنها تأكل رؤوس أنبل الرجال، ولكن هذه الحرب تفرض على الرجال المواجهة، لأن الإيرانيين وأياديهم المحلية لم يتركوا لأحد مجالاً أو عذراً يحاول به ألا يشترك فيها، حقناً للدماء. 
لم يترك الحوثيون مجالاً للسلام، لأننا أمام جماعة مصممة على بسط كهنوتها بالقوة. 
يأبى الله ذلك. 
يأبى العقل والمنطق وكرائم الأخلاق 
يأباه ناصر الذيباني، وتأباه نخوة المنيين. 
إذا سيد منا خلا قام سيدٌ 
قؤول لما قال الكرام فعول 
رحم الله أبا منير، وجعله في الخالدين... 
رحم الله القائد العظيم والرجل الفريد الذي شهد المشاهد كلها. 
ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر