عادل الشجاع
عادل الشجاع
حوار مع هاشمي
الساعة 07:48 مساءاً

قال لي وهو يحاورني لقد ذهبت في مقالك: "صمت المثقف الهاشمي أخطر من جهر جورج قرداحي"، وهذا تجني على المثقفين الهاشميين، لأن الصمت على الحوثي وممارساته، يشترك به الجميع، فبماذا تبرر صمت القائمين على الشرعية أمام كل ما يجري؟ وإذا وجدت أي مبرر لهؤلاء الذين يفترض أنهم يجهرون بالقول والفعل، حينها يمكنك أن تلوم  المثقفين من الهاشميين.

قلت له إن صمت القائمين على الشرعية يأتي من ظروف خاصة بإقامتهم، سارع للقول وكذلك المثقفين من الهاشميين لهم ظروفهم الخاصة التي تمنعهم من المواجهة، من أهم هذه الظروف عدم خوض معركة حقيقية مع الحوثي ، وهذا ولد عدم الثقة في صدق وتوجه القائمين على الشرعية، فألزمنا الصمت.

ومضى في القول، نحن ندرك أن الحوثي وضع الهاشميين في مأزق وجودي، مثلما وضع اليمنيين جميعهم، وندرك أن نهايته قادمة لا محالة وأنه لن يصمد طويلا، لأن من يستمد وجوده من مظلومية تاريخية ويمارس أبشع أنواع الظلم في حق الآخرين الذين لا علاقة لهم بتلك الحقبة التاريخية ولا بأهلها، فهو لا محالة إلى زوال، وما يمنعنا عن المواجهة الفكرية معه والاعتراض على سلوكه، هو اهتراء الشرعية وتراجعها المستمر.

قلت له تلك حجة واهية، فأنتم تنتظرون من الشرعية أن تنتصر لتقولوا أنكم معها، وإذا استمر الحوثي في الهيمنة فصمتكم يكفي لجعلكم ضمن مشروعه، والمفروض أن المثقف لديه رؤيته الخاصة فيما يتعلق بالدولة والمواطنة، يدافع عنها وعن وجودها بصرف النظر عن عوامل القوة والضعف، فصمتكم يوحي بقبولكم بهذا التعالي وقبولكم كذلك بهذا التحريض ضد اليمنيين في التعليم والإعلام.

قال لي: ماذا تقصد بقولك، التحريض ضد اليمنيين وكأننا لسنا يمنيين، قلت له أنا لم أقل أنكم لستم يمنيين، أنتم تنسبون أنفسكم للهاشميين وأنت تعرف إذا صدق هذا النسب أين موطن الهاشمية، أما إذا اعتبرتم أنفسكم يمنيين،فعليكم أن تتخلوا عن فكرة الاصطفاء الإلهي وفكرة الانتساب إلى بيت النبي، وسنتعامل مع الهاشمية على أنها قبيلة مثل بقية القبائل الأخرى.

ومضيت أشرح له، خطورة الارتكاز على الجينات السلالية التي أثبت العلم عدم صحتها، وأن استمرارها بهذه الطريقة تجعل الحسين حاضرا في حياتكم أكثر من حضور الله نفسه، وهذا التصور بحد ذاته يجعلكم مثقفين وغير مثقفين تسوغون سلوككم المنحرف ضد الآخرين، فيمارس بعضكم القمع ويمارس البعض الآخر الصمت تجاه هذا القمع.

والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن لكم التعايش مع جماعة تدعو إلى الموت والإبادة؟ إنها حركة ضد التاريخ، والسنن الكونية تحتم النهايات لمثل تلك الحركات ولا تراعي أحدا ولا تجامل حتى الأنبياء أنفسهم، فما بالك بأدعياء النسب إليهم، ولا أخفيك أن فكرة الهاشمية تضمحل يوما فيوم، والقوة التي تبطشون بها اليوم هي قوة القبائل، وهذه القوة ستتراخى ولن تستمر حتى الأبد، وحينها تضعون أنفسكم وجها لوجه أمام التصفيات والانتقام.

قال لي أتفق معك في ذلك، فنحن نعاني من التفاوت الطبقي الذي تعانون منه، فهناك تمييز لهواشم صعدة عن هواشم صنعاء وهواشم اليمن الأسفل، كما أن هناك تمييز بين الهاشمية الزيدية والهاشمية السنية، فالتراتبية داخل الهاشمية نفسها موجودة، لكن ذلك لا يبعدنا عن جوهر المشكلة نفسها وهو صمت الشرعية وعدم امتلاكها لمشروع متماسك، قبل صمتنا نحن.

قلت له إنك تتهرب من مواجهة الحقيقة، وهي تخليكم عن دوركم كمثقفين يدافعون عن الحقوق الإنسانية، فبعضكم يجوبون العالم دفاعا عن هؤلاء القتلة، والبعض الآخر يصمت عن ترويج الأكاذيب بأن هذه العصابة تقاتل الأمريكيين والإسرائليين في مأرب، بينما هم يقتلون أبناء مأرب ويطردون أبناءها من ديارهم، قاطعني بالقول، قبل أن تعترض على بعض الناشطين منا الذين يجوبون العالم، الأولى بك أن تتساءل، أين هي سفارات الشرعية من مواجهة هؤلاء والطلب من تلك الدول عدم استقبالهم؟

أليست الشرعية وأنتم معها تزعمون أن الحوثي جماعة إرهابية، فلماذا لا تثبتون ذلك وتطلبوا من المجتمع الدولي الذي يحارب الإرهاب محاربة هذه الجماعة؟ لا تعلقون فشلكم على شماعة المثقف الهاشمي بأنه لم يواجه الحوثي وأنتم في الأساس لم تواجهونه حتى الآن، هل تستطيع أن تجيب علي، لماذا لا تتوحد كل الجبهات في كل المحافظات اليمنية في جبهة واحدة؟ ولماذا لا تتحرك الدبلوماسية كلها بما تملكه من إمكانات في دفع المجتمع الدولي لتنفيذ قراراته وحماية المشروعية الدولية، وستجدون المثقف الهاشمي في طليعة من يواجه هذه الجماعة الهامشية التي صعدت من قاع الهاشمية وتقدمت على أسر هي في أعلى السلم الهاشمي.

أخلص إلى القول من حواري هذا مع الهاشمي، بأننا بحاجة أولا إلى الحسم بمفهوم الهاشمية، هل هي ميزة عرقية، أم ميزة دينية، أم ميزة قبلية، كما أننا بحاجة إلى الحسم بمفهوم الشرعية، هل كل من تخلى عن أداء واجبه في مواجهة هذه العصابة الإرهابية يعد شرعيا، أم أن الشرعية تسقط عنه لأنه قصر في أداء واجبه، حتى لو كان منتخبا؟.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر