يحيى الحمادي
يحيى الحمادي
المسند للمقدّس.. العربية للعام
الساعة 01:27 صباحاً

كلنا مع إحياء تراثنا القومي، ونفخ الروح في هويتنا اليمنية الجامعة، وعلى رأسها (خط المسند) والذي يعود تاريخه إلى ما قبل القرن العاشر قبل الميلاد، مع علمي المسبق أن هذه الردّة مرجعها قلة الحيلة، وحالة الانكسار المجتمعي الكبير الذي نعيشه، والذي يقتضي منا البحث عن أي ظَهرٍ تاريخي أو بطولي، مادّيٍّ أو غير ماديّ، للتعلق به، وهي أيضًا واحدة من مظاهر التخلف الاجتماعي كما يقول مصطفى حجازي، ورغم هذا وذاك فهناك نقطة مهمة لا ينتبه إليها البعض، وهي استخدام المسند في غير موضعه.
يقول الهمداني متحدثًا عن أبي نصر اليَهري: (إنه وارث علوم حِميَر، وقارئُ مسانِدِها الدهرية، وكتابتِها الزُّبرية) والهمداني هنا يعني بالمسند الدهري: أي المقدس، والكتابة الزبرية يعني بها: العربية الفصحى المعروفة اليوم، فاليمنيون قديمًا لم يكونوا يستخدمون خط المسند إلّا فيما يتعلق بالمقدس والمخلد من الكتابة، كالكتابة عن الآلهة والملوك والشرائع والقوانين.. الخ.
وقد كانت الكتابة بهذا الخط حكرًا على خاصة القوم، ولا يُكتَب بها في الأمور العامة، وفي هذا يقول ابن خلدون في مقدمته الشهيرة: (وكان لحِميَرَ كتابةٌ تسمى المسند، حروفها منفصلة، وكانوا يَمنعون من تَعَلّمها إلّا بإذنهم، ومن حِميَر تعلمت مُضَر الكتابةَ العربية).

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر