التقى مسؤولين في الاتحاد الأوروبي وبروكسل..
حراك دبلوماسي للخارجية اليمنية.. هل ينجح في تنفيذ ضغوطات على الحوثيين لإنجاح مساعي السلام؟ 

الساعة 07:13 مساءاً (يمن ميدياـ متابعة خاصة:)
بدأ وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أمس الخميس جولة دبلوماسية أوروبية لتعزيز جهود السلام الدولية في اليمن ومحاولة الدفع باتجاه الضغط على ميليشيات الحوثي الانقلابية للإنصياع لتلك الجهود والانحراط في عملية سياسية واسعة تشمل كل الأطراف اليمنية.
 
حيث أجرى في العاصمة البلجيكية بروكسل، عدة لقاءات دبلوماسية مع عدد من المسؤولين رفيعي المستوى في كل من المفوضية والمجلس والبرلمان الأوربي، وكذا عدد من المسؤولين في مملكة بلجيكا الصديقة. 
 
وتأتي هذه الجولة ضمن حراك دبلوماسي للخارجية اليمنية بالتزامن مع الجهود الدولية المبذولة لإحلال السلام في اليمن والمساعي الدولية لإيقاف إطلاق النار، وكيف تقابل تلك الجهود والمساعي بتعنت ميليشيات الحوثي وداعميها إيران الساعية إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة.
 
مع مسؤولي بلجيكا/
فقد بحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك، في قصر ايجمونت، مع نائبة رئيس الوزراء وزيرة الخارجية البلجيكية صوفي ويلمس، الجهود الدولية الرامية لدعم عملية السلام في اليمن.
 
واستعرض بن مبارك مع ويلمس مستجدات عملية السلام في اليمن على ضوء الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب التي شنتها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران..مشيراً إلى أنه ومع توقيع اتفاق ستوكهولم قدمت الحكومة العديد من التنازلات انطلاقاً من موقع المسئولية، وفي المقابل استمر الحوثيين في التصعيد ابتداء من عسكرة مدينة الحديدة، مروراً بالهجوم الإرهابي على حكومة الكفاءات حال وصولها لمطار عدن، وانتهاءً بالتصعيد العسكري المستمر للحوثيين في مأرب والذي أدى إلى مقتل مئات المدنيين من النساء والأطفال وفاقم من الكارثة الإنسانية وخاصة على النازحين.
 
وأوضح بن مبارك أن المليشيات الحوثية تصر على صناعة أكبر أزمة إنسانية من خلال مواصلة عدوانها على محافظة مأرب التي تعكس نموذجاً مزدهراً لليمن الجمهوري الموحد بتحولها من مدينة ذات تعداد سكاني بسيط إلى مدينة اتسعت لملايين اليمنيين الهاربين من جحيم وعنف تلك المليشيات..
 
مشيراً إلى أن محافظة مأرب استقبلت أكثر من اثنين مليون نازح..محذراً بأن التصعيد العسكري الحوثي الأخير يفاقم من خطورة الوضع الإنساني وخاصة على النازحين ويهدد بموجات نزوح جديدة.
 
وأكد وزير الخارجية، أن العدوان المستمر والأعمال الإجرامية من قبل المليشيات الحوثية لا تعكس رغبة جدية في تحقيق السلام..مشدداً أن على الحوثيين أن يدركوا أنه وبعد سبع سنوات من انقلابهم على العملية السياسية أنه لا يمكن السيطرة على اليمن عسكرياً، وأن الحل السياسي فقط سيجلب السلام.
 
وتطرق بن مبارك إلى ما تقوم به المليشيات الحوثية من ابتزاز للمجتمع الدولي عن طريق اختلاقها للأزمات الإنسانية وزيادة معاناة المواطنين وافتعال العراقيل أمام المنظمات الدولية ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وكذا رفضهم كافة الدعوات لمعالجة مشكلة خزان صافر النفطي وهو ما قد يتسبب في حدوث أكبر كارثة بيئية لن تؤثر على السواحل اليمنية فقط ولكن على كافة دول الإقليم. 
 
كما استنكر الوزير بن مبارك، الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبتها المليشيات الحوثية بحق كافة أطياف وفئات الشعب اليمني..مشيراً إلى أن هذه المليشيات ارتكبت انتهاكات ضد الأقليات والنساء من تهجير وتعذيب واغتصاب لم يسبق أن عرفها المجتمع اليمني على الإطلاق بالإضافة إلى ما يقومون به من تجنيد واستغلال للأطفال ..
 
محذراً من خطورة غياب موقف دولي حازم تجاه هذا النوع من الانتهاكات..داعياً مملكة بلجيكا والمجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف حازمة تجاه مرتكبي هذا النوع من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
 
من جانبها عبرت نائبة رئيس الوزراء وزيرة الخارجية البلجيكية، عن دعم بلادها للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام في اليمن..مشددة على أهمية الاتفاق على وقف شامل لإطلاق النار للتخفيف من الكارثة الإنسانية في اليمن.
 
وعبرت نائبة رئيس الوزراء وزيرة الخارجية البلجيكية،عن دعمها للحكومة اليمنية واستعداد مملكة بلجيكا لتقديم كافة أوجه المساعدة التي تُمكن الحكومة من استعادة الاستقرار وتفعيل المؤسسات وإيصال الخدمات للمواطنين..مؤكدة موقف بلادها الدعم  لوحدة وأمن واستقرار اليمن.
 
والتقى وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور، أحمد عوض بن مبارك، اليوم، في مقر البرلمان البلجيكي بالعاصمة بروكسل، رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان البلجيكي والنائبة عن الحزب المسيحي الديمقراطي الس ڤان هوف ونائب رئيس اللجنة والنائب عن حزب الخضر سامويل كوجالاتي.
 
وقدم وزير الخارجية، شرحاً موجزاً عن المستجدات في الساحة اليمنية على الصعيدين السياسي والميداني وعن خطورة التعنت الحوثي ورفضهم لكل الجهود الدولية ومبادرات السلام..مستعرضاً فيها مسار الأزمة الإنسانية التي خلقها ويفاقمها الحوثيون منذ اللحظات الأولى لانقلابهم وصولاً إلى اتفاق استوكهولم الذي قدمت فيه الحكومة عديد التنازلات انطلاقاً من موقع المسئولية، بينما كان الحوثيون -ولا يزالون- يفشلون أي مقاربات للسلام وانهاء الحرب وبات العالم يعرف ذلك.
 
كما تطرق بن مبارك، لمستجدات عملية السلام في اليمن ..موضحاً موقف الحكومة وانخراطها الإيجابي مع مبادرة الأمم المتحدة المطروحة مؤخراً..مؤكداً أن ما يعيق وقف إطلاق النار الشامل وإحلال السلام في اليمن هو رفض المليشيات الحوثية للمبادرة المطروحة واستمرارهم في التصعيد العسكري.. 
 
من جانبها عبرت رئيسة لجنة العلاقات الخارجية عن موقف بلادها الداعم والمساند لعملية السلام في اليمن..مؤكدة على أهمية العمل على إنهاء الصراع في اليمن والتخفيف من المعاناة الإنسانية..مجددة موقف البرلمان في تسليط الضوء على قضية صافر .
 
 
الاتحاد الاوروبي/
وناقش وزير الخارجية الدكتور أحمد عوض بن مبارك، مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية والأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، تطورات الأوضاع ومعوقات إحلال السلام في اليمن.
 
وتطرق بن مبارك، إلى دور إيران التخريبي في اليمن وهو ما يعكسه دعمها للمليشيات وتزويدها بالأسلحة وتقنيات الصواريخ البالستية والطيران المسير والتي تستهدف فيها الأبرياء من المدنيين في اليمن وفي المملكة العربية السعودية بغرض نشر الفوضى وتقويض الأمن والاستقرار في الإقليم..
 
مطالباً الاتحاد الاوروبي ممارسة المزيد من الضغوط على هذه المليشيات لتقدم مصلحة اليمنين على أجندة إيران الخبيثة والتي تعمل ضد سلام وأمن الشعب اليمني والمنطقة.
 
من جانبه أكد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، أهمية الاستفادة من الزخم والجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام في اليمن..مؤكداً أهمية العمل على وقف إطلاق النار الشامل والتخفيف من المعاناة الإنسانية..مجدداً موقف الاتحاد الأوروبي الداعم لأمن ووحدة واستقرار اليمن.  
 
وفي لقاءه مع مفوضة الشراكات الدولية في المفوضية الأوروبية جوتا أوربيلينن، ثمن بن مبارك الدور الحيوي الذي يلعبه الاتحاد الأوروبي من خلال الدعم السياسي والإنساني لليمن ومساعيه لإحلال السلام وإنهاء الحرب وتداعياتها الكارثية..
 
و استعرض وزير الخارجية، الجهود التي تقوم بها الحكومة اليمنية في سبيل توفير الخدمات في المناطق المحررة..مؤكداً التزام الحكومة بتسهيل عمل المنظمات الدولية الفاعلة في اليمن واستمرار السعي لتذليل كافة الصعوبات التي قد تواجهها هذه المنظمات..مؤكداً على أهمية تعزيز وزيادة المشاريع التنموية عبر تخصيص مزيد من التمويل لمشاريع تعزيز قدرات الصمود وبناء القدرات في المجتمعات المحلية بما يضمن تحقيق التنمية المستدامة.
 
ودعا بن مبارك، الاتحاد الأوروبي الى تقديم المزيد من الدعم لمساعدة الحكومة على تنفيذ برنامجها الاقتصادي ودعم البنك المركزي في جهوده لضبط واستقرار العملة وهو ما سينعكس بشكل إيجابي على تحسين الوضع الاقتصادي وتخفيف المعاناة عن المواطنين.
 
من جانبها جددت مفوضة الشراكات الدولية في المفوضية الأوروبية، التزام الاتحاد الأوروبي الاستمرار بالعمل من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية، كما تعهدت بالنظر في مسألة زيادة الدعم للمشاريع التنموية وبناء القدرات وكذا بحث الطرق والوسائل الممكنة لدعم الحكومة ومساعدتها على توفير الخدمات وتعزيز قدرات المؤسسات الحكومية المختلفة..
مؤكدة على ضرورة مشاركة الشباب والمرأة في التنمية والعملية السياسية .
 
مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي/
وفي جولته الدبلوماسية استعرض وزير الخارجية وشؤون المغتربين، مع أعضاء اللجنة السياسية والأمنية والتي تضم سفراء الدول الـ 27 الأوروبية، جملة من القضايا المتصلة بالوضع السياسي وعملية السلام في اليمن.
 
وأحاط بن مبارك، أعضاء اللجنة بمستجدات ونتائج الجهود الدولية المبذولة لإحلال السلام في اليمن..موضحاً أن الحكومة اليمنية انخرطت بشكل إيجابي مع جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن مارتن جريفث..
 
مشيراً إلى دعم الحكومة للعرض المطروح حالياً برعاية الأمم المتحدة والمدعوم من قبل المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار الشامل.
 
واكد وزير الخارجية، أن المليشيات الحوثية ترفض حتى اللحظة الموافقة على مقترح وقف إطلاق النار، وإعادة فتح مطار صنعاء وتخصيص الإيرادات لدفع رواتب موظفي القطاع العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها..منوهاً بأن هذا التعنت الحوثي هو ما يعيق تحقيق أي تقدم في عملية السلام والعودة لطاولة المفاوضات.
 
وتطرق الوزير بن مبارك ، الى الخطورة البيئة الذي يمثله خزان النفط العائم صافر وتعنت مليشيا الحوثي امام كل جهود المجتمع الدولي لاصلاحه..مطالباً دول الاتحاد واحزاب الخضر فيها بلعب دور اكبر لتركيز الضوء على  هذه القضية وتحويلها لقضية تحشد فيها كافة الجهود الدولية.
 
من جانبهم ركز سفراء الدول الأوربية في اللجنة عبر مداخلاتهم على أهمية استغلال الفرصة المتاحة حالياً لإحلال السلام والعمل على إنهاء الأزمة الإنسانية في اليمن..مجددين دعم الاتحاد الأوروبي للشعب اليمني من خلال  الالتزام بتقديم المساعدات الإنسانية ودعم العملية السياسية..
مطالبين بضرورة عدم استهداف المدنيين وتجنيبهم آثار هذا الصراع، كما جددوا مواقف بلادهم الداعمة لوحدة وأمن واستقرار اليمن.
 
تفاعل محدود/
ويرى مراقبون بأن هذا الحراك السياسي والدبلوماسي للشرعية اليمنية مع الدول الفاعلة في الملف اليمني قد بدأت تؤتي ثمارها من خلال التفاعل الملحوظ في الأروقة السياسية الغربية والروسية والعربية والتي أكدت جميعها على ضرورة ايقاف إطلاق النار واستجابة كافة الأطراف اليمنية، كما تضمنت المواقف إجماع دولي على الحل السياسي في اليمن وان على ميليشيات الحوثي الإذعان لذلك.
 
وامس أعلنت الخزانة الأمريكية عن فرض عقوبات على شبكة تهريب معقدة تم الكشف عنها تخدم الخرس الثوري الإيراني والحوثيين في اليمن، ويأتي هذا الإجراء ضمن الضغوطات الدولية التي تمارس ضد الميليشيات في اليمن، غير انها لاتزال محدودة
 
كما يأمل اليمنيون أن تتبع تلك القرارات إجراءات عقابية أكثر حدة إذا لم يصدر من قيادات الحوثي اي مواقف ايجابية إزاء دعوات التسوية السياسية وانهاء الصراع في اليمن.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر