اختطاف المسافرين وابتزاز المغتربين.. قيود حوثية مشدّدة على تنقّلات اليمنيين

الساعة 09:39 مساءاً (يمن ميديا - خاص)

 

منذ تفردها بالسيطرة على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى محيطة، فرضت مليشيا الحوثي الانقلابية قيوداً مشددة على تنقلات المواطنين اليمنيين، ومنعتهم من السفر من منطقة يمنية إلى أخرى، ما جعلهم في وضع أشبه بالإقامة الجبرية.

وتعد هذه الممارسات الحوثية انتهاكاً صارخاً لحق الإنسان اليمني في التنقل، حيث تنص المادة (38) من الدستور اليمني على: «حرية التنقل من مكان إلى آخر في الأراضي اليمنية مكفولة لكل مواطن، ولا يجوز تقييدها إلاَّ في الحالات التي يبينها القانون لمقتضيات أمن وسلامة المواطنين، وحرية الدخـول إلى الجمهورية والخروج منها ينظمها القانون، ولا يجوز إبعاد أي مواطن عن الأراضي اليمنية أو منعه من العودة إليها».

كما نصت المادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، على أنه: «لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة»، كما و«يحق لكل فرد أن يغادر أية بلاد بما في ذلك بلده كما يحق له العودة إليها».

وقال سكان محليون إن مليشيا الحوثي حوّلت المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى سجن كبير تعتقل فيه ملايين اليمنيين، وتمنعهم من السفر إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، كما تعتقل كل من يعود من مناطق الحكومة. 

وأضاف السكّان أن الحوثيين فرضوا قيودًا على المسافرين من صنعاء إلى مناطق الحكومة عبر النقل الجماعي، حيث ألزمت المليشيات شركات النقل البري بتسليمها كشوفات بأسماء الركاب قبل يوم من سفرهم مشفوعة بالمعلومات الشخصية وصور الهوية أو الجواز، الأمر الذي أعاق تحركات المدنيين خصوصاً المرضى والمسافرين إلى خارج البلاد.

وذكروا أن "السفر من منطقة خاضعة لسيطرة الانقلابيين إلى أخرى محررة يستغرق عدة أيام، بسبب الإجراءات الحوثية المشددة، وهذا إن لم يتعرض المسافر إلى الإحتجاز لأيام، وأحياناً لشهور في النقاط الحوثية المنتشرة بكثافة في الطرق الرابطة بين المحافظات اليمنية".

وحول الأسر المسافرة والنازحة، قال أحد سائقي سيارات النقل، إن "مليشيا الحوثي لا تفرق بين رجل أو امرأة أو طفل، فالكل في نظرها مدان ومشتبه به، وقد يكون عدو حسب اعتقادها، والجميع يخضعون للعراقيل والابتزاز وأحياناً النهب".

وقال إن نقاط الحوثيين المنتشرة على طريق (ذمار- رداع- مارب) هي الأسوأ على الإطلاق، وفيها يتعرض المسافرون لأبشع أنواع المعاملة، خصوصاً في نقطة القيادي الحوثي المدعو "أبو هاشم" سيئ السمعة، المتواجدة في منطقة رداع بمحافظة البيضاء.

وأضاف أن هذه النقطة تقوم بإرجاع أي مواطن يريد السفر إلى مارب أو المكلا، إن لم يتم سجنه، حتى وإن كان سفره من أجل العلاج أو العمل.. مؤكداً أنه: في هذه النقطة احتجز الحوثيون مئات المسافرين، والبعض منهم لا يزال مختطفاً في سجن قلعة القاهرة بالبيضاء، ويتعرضون هناك للتحقيق والابتزاز والتعذيب الشديد.

وذكر أنه، خلال السنتين الماضيتين، صعّد الحوثيون اعتداءاتهم، وشملت حتى النساء، حيث يتعرضن للتفتيش والإهانة، ويجبرن على العودة من حيث أتين، بعد احتجازهن لساعات وأحياناً أيام، والبعض يتم اختطاف أزواجهن أو أقاربهن ويجبرن على العودة إلى بيوتهن منفردات.

وأكدت مصادر أخرى، أن مليشيا الحوثي احتجزت مئات الأسر النازحة، في نقاطها بمحافظة البيضاء، بينما كانت في طريقها إلى المناطق المحررة، بحثاً عن الأمان ولقمة العيش، وأخضعتها للتحقيق والمسائلة لأيام قبل أن تسجن العشرات من أفراد تلك الأسر، وتُطلق البقية.

وأضافت المصادر إن المليشيات الحوثية تتعمد عرقلة المسافرين وتقوم بتفتيش هواتفهم، ومقتنياتهم الشخصية وهذا الإجراء يشمل العوائل، وبطريقة مستفزّة ومهينة، مؤكدة أنه في الغالب تحتجز المليشيات العشرات في اليوم الواحد.

واشتكى الكثير من المغتربين من استفزاز مليشيا الحوثي لهم في الطرقات خصوصاً القادمون من السعودية، حيث تتهمهم بالتجسس والتعاون مع دول العدوان (في إشارة للسعودية)، فيما أكدت مصادر أخرى أن الحوثيين يتعمدون عرقلة اليمنيين المسافرين لأداء مناسك الحج أو العمرة، وتفرض عليهم تبرعات مالية لصالحها بالريال السعودي كي تسمح لهم بالمغادرة.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر