همدان العليي في حوار مع المرجع المصري: بريطانيا تعتقد بأن بقاء الحوثي في شبه الجزيرة العربية فرصة لابتزاز دول الخليج
همدان العليي

الساعة 06:12 مساءاً (يمن ميديا - خاص)

قال الصحافي والحقوقي اليمني همدان العليي، إن بريطانيا تعتقد بأن بقاء ميليشيا الحوثي الانقلابية، في شبه الجزيرة العربية فرصة لابتزاز دول الخليج الغنية.

وأضاف العليي في حوار مع "المرجع" المصري للدراسات والأبحاث الإستشرافية حول الإسلام الحراكي، أن "نشاط الأمم المتحدة  في اليمن يتأثر بشكل مباشر بما تريده أو تحدده الدول العظمى مثل بريطانيا، لذلك تتجاهل الانتهاكات والخروقات التي تمارسها ميليشيا الحوثي وتحرص على بقائها والحفاظ على سلاحها".

وفيما يلي موقع "يمن ميديا"، يعيد نشر نص الحوار:

الدور الأممي في اليمن محل انتقادات واسعة من جانب الحكومة الشرعية والقوى الشعبية، هل لك أن تشرح لنا أوجه تلك الانتقادات؟

تتجاهل الأمم المتحدة ممثلة بمنظماتها المختلفة ومبعوثها الأممي البريطاني، الانتهاكات والخروقات التي تمارسها ميليشيا الحوثي وتحرص على بقاء هذه الجماعة والحفاظ على سلاحها بالرغم أنها لا تختلف في تطرفها عن تنظيم داعش. 

كما أن المنظومة الأممية تملك القدرة على تعطيل جهود أي سلطة شرعية تعمل على استعادة سيادتها أو إخماد أي تمرد في أراضيها، لكنها لا تملك أدوات ضغط واضحة يمكن أن تمارسها على الجماعات المسلحة مثل ميليشيا الحوثي لتجبرها على قبول الحل السياسي، فأدوات الضغط الأممية التي تُستخدم لتطويع الحكومات الشرعية عادة، ليست فعالة مع ميليشيات مسلحة لا تعترف بالقيم الأممية أصلًا.. نحن نتعامل مع ميليشيا متمردة.. ولا يمكن الضغط على مثل هذه المليشيات إلا بالعمل العسكري الذي يقضي عليها أو يجبرها على الاستسلام لتترك السلاح وتشارك في العملية السياسية المشروعة وهذا ما لا تريده الأمم المتحدة. 

تقصد أن الأمم المتحدة متواطئة مع الحوثي بشكل واضح..

هي في نظر اليمنيين متواطئة، فقد أجبرت الحكومة الشرعية والتحالف على إيقاف تحرير مدينة الحديدة بهدف تحقيق السلام، لكن كيف يمكن تحقيق سلام مع جماعة لا تجد نفسها إلا بالحرب؟، بهذا الشكل الأمم المتحدة عطلت جهود الحكومة الشرعية والتحالف العربي التي تهدف إلى استعادة الدولة التي تضمن حقوق كل اليمنيين، لكنها لم تستطع إيقاف انتهاكات وجرائم الحوثيين بل اسهمت في تقويتهم لأنهم يقومون –حاليًا- بعمليات تغيير ديموجرافي واسعة وكلما تأخرت عملية تحرير المدن انتشر فكرها المتطرف أكثر بين الناس. 

الأمم المتحدة أوقفت تحرير الحديدة وأعلنت هدنة بدأت في 18 ديسمبر 2018، ومنذ ذلك التاريخ حتى 25 يناير الماضي بلغت خروقات الحوثي لاتفاق وقف إطلاق النار 745، تسببت بمقتل 51 مدنيًّا وإصابة 370 آخرين، وكل يوم قصف على السكان، والأمم المتحدة لا تجرؤ حتى على الإشارة إلى من يمارس هذه الخروقات. ولهذا هي في نظرنا متواطئة.

ما الذي يدفع الأمم المتحدة للعب هذا الدور السلبي في اليمن؟ 

تتدخل الأمم المتحدة في شؤون دول العالم الثالث لإدارة الصراعات والحروب فيها، بما يحقق لها ولبعض الدول العظمى مصالح متنوعة، وليس لإيجاد حلول تحقق الاستقرار في هذه الدول، ولهذا نلاحظ أن نشاط الأمم المتحدة يتأثر بشكل مباشر بما تريده أو تحدده الدول العظمى وتقتضيه مصالحها القومية والاقتصادية في دول الشرق الأوسط.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، القرارات التي يتخذها مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، لا تتم بناء على قناعات الدول الأعضاء حول ما يحدث في الدول التي تعيش حروبًا وبناء على تقييمهم للوضع الإنساني فيها، فعملية التصويت لهذه القرارات تتأثر بشكل أساسي بمصالح الدول السياسية والاقتصادية، وعلاقاتها تجاه بعضها البعض، ولا تتعلق المسألة بالأوضاع الإنسانية أو بالضحايا المدنيين في أي دولة كما يقال، فهذا شعار تدخل من خلاله الدول الكبرى لفرض وتحقيق مصالحها. وهذا الأمر ينطبق على الوضع في اليمن.

ما تلك المصالح؟

بعض الدول الصناعية الكبرى مثل بريطانيا وغيرها، تعتقد أن بقاء «الحوثي» في شبه الجزيرة العربية فرصة لا تعوض باعتبارها جماعة متطرفة يمكن استخدامها لابتزاز دول الخليج الغنية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وفرصة لإشغال المملكة بحدودها والحد من تأثيرها الدولي لمكانتها التاريخية والمكانية في قلوب المسلمين، كما أن بريطانيا وأمريكا تستفيدان من استمرار الأزمات والحروب التي يسببها الحوثيون في اليمن، فهذا الوضع يمكنهما من السيطرة على باب المندب.. فهل تتركان مثل هذه الفرصة؟ هما تعتبران جماعة الحوثي هدية الرب من السماء لتحقيق كثير من المصالح في الشرق الأوسط.

ما أبعاد الدور الإيراني في دعم الميليشيات الانقلابية؟

دعم إيران للحوثي ليس فقط بالأسلحة بل هناك دعم مالي كبير، ودعم الخبرات العسكرية، ودعم سياسي كما أن هناك دعمًا حقوقيًّا متمثلًا في اللوبي الدولي الإيراني الموجود في المنظمات والمؤسسات الإعلامية الدوليَّة والبرلمانات الأجنبيَّة وبين الجاليات الإيرانية في الخارج، وكل هذه المنظومة تخدم ميليشيا الحوثي في أوروبا والولايات المتحدة، وهذا ما وجدناه مؤخرًا في مجلس حقوق الإنسان. 

وكنا نرى الشيعي الإيراني، مع الشيعي البحريني، مع الشيعي الباكستاني، وكلهم يخدمون الحوثي كلٌ من مكانه، وهذا الدعم كان له أثر كبير جدًا ، ما أدى في النهاية إلى تكريس مفهوم خاطئ لدى المجتمع الغربي أن الحرب في اليمن هي حرب دولة غنية هي السعودية، ضد دولة فقيرة هي اليمن وتم تجاهل انقلاب جماعة الحوثي عن السلطة وأنها جماعة سلالية عنصرية.

وماذا عن الدعم الإعلامي؟

الدعم الإعلامي الإيراني كبير جدًا لا يقل تأثيرًا عن العسكري، فبعد اندلاع الثورة اليمنية عام 2011 وانتقال الحوثيين من جبال صعدة إلى محافظات اليمن مع ضعف الحكومة المركزية في صنعاء، أرسل الحوثي عددًا كبيرًا من رجاله ليتدربوا في المجال الإعلامي في إيران ولبنان وتلقوا هناك دورات تدريبية موسعة، وتم إطلاق عدد من القنوات الداعمة لهم من لبنان مثل قناتي: «الساحة» و«المسيرة»، كما أن المنظومة الإعلامية الشيعية كلها تخدم الحوثيين ونشرت مراسلين لها في اليمن، وكلما كان يتم قطع البث الإعلامي لقناة «المسيرة» كانت القنوات الشيعية تخصص جزءًا من وقت البث بها لبث برامج قناة «المسيرة»  فلم يعد على المشاهد الذي يريد أن يتابعها سوى أن يفتح تلك القنوات.

كيف يحصل الحوثيون على العتاد الحربي من الخارج رغم الحصار الذي نجح التحالف العربي في فرضه عليهم؟

كانوا يدخلون السلاح إلى الميليشيات عبر السواحل وبعد تدخل التحالف العربي لدعم الشرعية استمر تهريب السلاح إلى الحوثيين عن طريق بعض المنافذ البرية من جهة عمان، وإن كانت الفترة الأخيرة شهدت تراجعًا لعمليات التهريب من هذه المنافذ، أما الأسلحة المتطورة النوعية مثل الطائرات المسيرة فكانت تدخل على شكل قطع على اعتبار أنها جزء من أجهزة أو معدات مدنية، ليتم تجميعها داخل مناطق الحوثيين وحتى الآن هذا الأمر مستمر.

وماذا عن الدعم التقني؟

العام الماضي، أكد تقرير مهم بعنوان «آخر المساهمات التكنولوجية الإيرانية في الحرب اليمنية» صادر عن مؤسسة «أبحاث التسليح أثناء الصراعات»، وهو مركز أبحاث مسجل في بريطانيا، أن نفس التقنيات في تصنيع المتفجرات المموهة التي استخدمت في البحرين والجنوب اللبناني والعراق وغيرها من المناطق التي تشهد وجود الميليشيات الشيعية هي ذاتها التي اعتمد عليها الحوثيون في معارك الساحل الغربي في اليمن. 

ويرى التقرير الدولي أن العبوات الناسفة المتطورة قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في اليمن، وهو ما يعني وجود تدفق تكنولوجي عسكري إلى اليمن قادم من إيران.

 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر