أبو صهيب اليمني
أبو صهيب اليمني
بين زمنين
الساعة 12:00 صباحاً

كثيرة هي تلك المقارنات التي يعقدها الناس بين زمن صالح وبين زمن المليشيات التي ارهقت واتلفت وخلفت واقعآ أقل ما يمكن وصفه أنه مأساوي كارثي مفخخ لا يطاق ولا يحتمل , ولا يدرك كهن مااقول إلا من يعيش في مناطق سيطرة الحوثي ويشاهد بأم عينيه كيف تحولت الحياة بشكل لا يصدق ولا يعقل.

وهنا فقط نجري هذه المقارنة العفوية البعيدة عن المنطق الثأري بين صالح كرجل دولة وبين الحوثي كرجل عصابات اجرامية.

صالح كان رجل مخمور بحب السلطة معجون بالتسلط وحب الظهور وكان هدفه الأول هو السلطة والبقاء في سدة الحكم , والرجل كان يمتلك صفات قيادية لا ينكرها حتى من يختلف معه ومع ذلك لم يأتي الرجل من كهوف الجهل واغوار التخلف ومساحات الجهل الذي اتى منها الحوثي ; لذلك عندما تولى صالح الحكم حكم كشخص يحترم وجود كيان دوله ويتعامل على اساس بقاء هذا الكيان وأن كان يستفيد بشكل أو بأخر من هذا الكيان فهذا أمر آخر.
في المقابل عندما حكم الحوثيون لم يبقوا على شيئ داخل كيان السلطة إلا ونهبوه وسرقوه لصالح السلالة , ولم يبقوا من من كيان الدولة إلا هيكلها العظمي المهترئ كواجهة للتعاطي مع قضاياهم السلالية وبما يلبي مشروعهم السلالي العفن.

صالح وصل إلى السلطة عبر تراتبية عسكرية أو لنقل إدارية ونجح في الوصول بل وحافظ على ذلك الوصول وأصبح أكبر معمر في سلطته في النظام الجمهوري بل واستطاع التعامل مع كل الأحداث وترك هامش للحريات وتصالح مع الجميع واستطاع أن يؤسس لنظام تعددي حتى وأن كان شكلي أو منزوع الصلاحيات لكن التجربة بحد ذاتها أبعدت الجميع عن التفكير في الاقصاء أو الوصول للسلطة عبر الانقلابات الدموية.

الحوثي لم يكون له أن يصل للسلطة إلا عبر جملة من التناقضات وجملة من الخيانات وجملة من التحالفات السرية الغربية ومنها العربية ومنها على المستوى الوطني الذي بدوره أشتغل تلك الظروف واستغل الحالة الثأرية التي كانت تكتنز صالح _ وحقيقة الأمر لو لم يعطيهم صالح إكسير القوة ومنحهم قدرات الدولة لما استطاعوا الخروج من جحورهم.

صالح كان أحد مخرجات مؤسسة ولها ارتباط بالقانون مهما كانت درجة ذلك الانضباط لكنه كان ابن مؤسسة.

الحوثي نشأ على فكرة أنه المعصوم والممتوح وفكرة أنه السيد بمفهومها السلطوي وأن غيره عبيد يجب أن يمارسوا طقوس التذلل بين يديه ولذلك عندما سطى على السلطة لم يدع أي شيئ إلا وعمد إلى تجييره وتشويهه وبث روح السلالية المقيتة وخلق مصطلحات جديدة في العرف الإداري كا( يا سيدي ,يابو....,يا ولي الله ,يابن الله ,يا ولد الرسول ).وكلها عبارات تدعو إلى الحط من قدر من ليسوا من سلالة بعينها وهذا بالتالي يخالف المنهج الإداري بل ويخالف المنهج الرباني القائم على مبدأ المساواة..
ومهما امعنا النظر فإن لصالح محاسن قليلة مقارنة للمساوئ التي ارتكبها في عهده ومسيرته لكن لم نجد على الاطلاق حسنة واحدة ولو من قبيل الخطأ الغير مقصود مثلا..
 الحوثيون خطيئة تاريخية وكارثة انسانية وهفوة العصر _ وسفاح الزمن.
فهم يشكلون دمامة الماضي وكل قاذورات الحاضر وكارثة المستقبل الذي سنظل نعاني منه لعقود اذا ما استمر نهج هذه الجماعة الآبقة في الإستمرار والتوسع.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر