غائب حواس
غائب حواس
أيقونة سبتمبر الشهاب اليماني الأغرّ محمد بن عبدالله العليبي
الساعة 12:00 مساءاً

لم أجد صوت التبابعة اليمانيّين وزفرات السبتمبريين الثائرين ونَفَسَ الأباة اليعربيّين في نبرةِ ثائرٍ من هذا الزمان كما لمستها في نبرة محمد.

هكذا ورغم بساطة الكلمات وتلقائيتها إلا أن روح اليماني الشامخ تتنفس في نفثاته وانفعالاته.. إنه اليمن وهذا صوته وأنا أعرفه جيّداً.

إنّه اليمن يهبُّ في إهاب محمد ويشبّ لهب غضبه مع أنفاسه الحرة.

إنه اليمن الذي يخشون أن تسري روحه من روح محمد إلى أرواح اليمانيين لذلك قتلوه وفي وهمهم أنهم قتلوا اليمن الذين يخشونه في محمد.

لماذا محمد استثناء؟

قلت مرّةً أن الذي يتكلم حين يسكت الناس وحيث يسكت الناس أشجع من الذي يقاتل حين يقاتل الناس.. ولا أجد مثالاً لذلك أوفي وأجمل منه في موقف محمد.

لقد كان لسبتمبر الأبهى يوم مولده جيشٌ من الثوار والأبطال والأحرار واليوم وفي صنعاء نفسها تقدم محمد ليكون وحده جيشاً من الرجولة والبطولة والتضحية والمغامرة التي لا يتقنها إلا قلة في تاريخ البطولة والأبطال.

لقد قال محمد كلمته وذهب إلى حيث يمنح هذه الكلمة صكّ الخلود. قالها وأوصل رسالته ودفع ثمنها حياته وإن كثيرا من الناس ليدفعون نفس الثمن وزيادة ولكن دون رسالة ودون موقف وذلك هو الفرق الفارق بين ثمن الحرية وبين ثمن الخنوع والإستكانة.

نعم دفع محمد حياته ثمن إبائه وكبريائه وكرامته وعزة نفسه العزيزة الكريمة وهي حياة تمنينا أن نفتديها بحياتنا لو كان إلى ذلك من سبيل.

أما محمد فسوف يصبح في عداد الخالدين وسيكون تسجيله الخالد ثورةً بحدّ ذاته أقوى وأبقى من المدافع والجيوش والأحزاب والتحالفات، وسيصبح هذا التسجيل هو أغلى وأصدق وأحبّ ما يتداوله اليمنيّون ويشاهدونه ويصغون إليه من كلمات.. وبالطبع فأنا أتحدث هنا عن اليمانيين الأباة الأنقياء لا غيرهم.

محمد هو أيقونة سبتمبر لهذا العام وهو زبيري هذه السنين ونعمانها وثلاياها وقردعيُّها وسَلّالُها وجمالُها وجميلُها.

لقد استطاع محمد العليبي أن يعيد لنا جميعا الثقة في أمنا العظيمة اليمن أنها لا زالت ولّادةً قادرة على إنجاب المعجزات وصنّاع المواقف الإستثنائية وأنا على ثقة أن هناك آلافا وملايين تتمخض بهم هذه الأم الولود وما محمد إلا نجيبها الأول في هذا المخاض العسير.

ميليشيا الحوثي الإرهابية تصفي جسدياً الناشط محمد عبدالله العليبي بصنعاء بسبب هذا الفيديو.. شاهد

إنه محمد بقيّة مما ترك سبتمبر وأعراقه الكرام نشوان الحِميَري وأبوه حِميَر ومعين وسبأ ويعرب وأبوهم العظيم قحطان.

عليك سلام الله ورضوانه أيها البطل الفرد الفريد.

وتغشاك رحمة ربي وصلوات الصالحين من عباده يا أسد.

وداعاً ووالله ما تمنيت تقبيل هامة كما تمنيت تقبيل هامتك العالية الغالية.

وداعاً وإن كنت المقيم في ضمير شعبك وذاكرة تاريخه وأجياله وأحراره.

وداعاً يا حبيب كل الأحرار.

*من صفحة الكاتب بفيسبوك.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر