قال المستشار الإعلامي نبيل الصوفي إن إيران فشلت في الحفاظ على توازن استراتيجي داخل العالم العربي، بعدما تبنّت خطاباً مزدوجاً بين المواجهة والتقارب مع الغرب، ما أدى إلى ارتداد مشروعها على الداخل الإيراني، وفق تعبيره.
وفي منشور عبر حسابه الشخصي في منصة (إكس)، أشار الصوفي إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك إسرائيل، لطالما نظرت إلى إيران باعتبارها تهديداً داخلياً نابعاً من الأيديولوجيا الإسلامية، لافتاً إلى أن البرنامج النووي الإيراني لم يبدأ مع "الثورة الإسلامية"، بل في عهد الشاه الذي كان، بحسب وصفه، "حليفاً غربياً وثيقاً"، وهو من وضع اللبنات الأولى لذلك البرنامج بدعم من الغرب.
وأضاف أن إيران واصلت بعد الثورة محاولاتها للتمدد الإقليمي، مشيراً إلى سعيها لـ"احتلال الحرمين" وإسقاط العواصم العربية عبر حلفاء محليين موالين للحرس الثوري.
وتابع الصوفي أن قيادات عربية شابة متطرفة، على حد وصفه، تشبّعت بالصراع المسلح واندفعت لبناء نفوذ حقيقي داخل العواصم العربية، انطلاقاً من مبدأ السيطرة، مضيفاً أن هذا التحرك بلغ ذروته في شخصيات مثل عماد مغنية وحسن نصر الله ويحيى السنوار.
واعتبر أن إيران، رغم هذا النفوذ، لم تتمكن من مواصلة مشروعها دون ارتدادات، إذ أدى فتح اليمن أمام النفوذ الإيراني، بغطاء أمريكي، إلى إضافة صنعاء إلى "حظيرة طهران"، في محاولة لامتصاص الاندفاع نحو محيط إسرائيل. لكنه رأى أن السنوار، بخروجه من السجن، "أعاد إيران إلى حدود إسرائيل" وكتب الفصل الأخير في تلك الاستراتيجية.
وأكد الصوفي أن إيران كانت قادرة على الوصول إلى القنبلة النووية لو أنها جنّبت نفسها تفخيخ محيطها العربي وقدّمت خطاباً تصالحياً مع الغرب، لكنها "تمادَت في تأجيج النزاعات في المنطقة، حتى ارتدت آثار ذلك عليها"، على حد تعبيره.