تشهد مدينة المخا، ولليوم الثاني على التوالي، استمرار فعاليات حملة "المخا نظيفة وخضراء"، وسط مشاركة شعبية غير مسبوقة، حيث انخرط المواطنون من مختلف الأعمار والفئات في تنظيف وتشجير شوارع المدينة، تعزيزًا للوعي البيئي وتحسين المشهد الحضري.  

بدأت الحملة يوم الخميس الماضي في شارع الفضلي، أحد مداخل الحارة القديمة، بحضور المستشار الإعلامي لقائد المقاومة الوطنية، نبيل الصوفي، ومدير الخلية الإنسانية، عبدالله الحبيشي، إلى جانب عدد من الإعلاميين، وعمال النظافة، وسكان الحي. وتضمنت فعاليات اليوم الأول إزالة الأتربة وتحسين المظهر العام، تلاها غرس 85 نخلة في شارع الأربعين، ضمن جهود زيادة الغطاء النباتي في المدينة.  

وفي يوم الجمعة، انتقلت الحملة إلى حارتي العمودي الكبرى والصغرى، حيث توافد المواطنون لمواصلة أعمال النظافة والتشجير. ورصد المنظمون مشاهد مؤثرة لأطفال يحثّون الكبار على الالتزام برمي النفايات في الأماكن المخصصة، مما يعكس ارتفاع مستوى الوعي البيئي لديهم.  

دعوة لتعزيز الانتماء والمشاركة المجتمعية

وجّه ناشطو الحملة نداءً إلى أبناء المخا، خاصة أصحاب المحال التجارية والبسطات، لتبني سلوكيات حضارية تسهم في إبراز الوجه الجمالي للمدينة، والمشاركة في بناء بيئة نظيفة وخضراء. وأكدوا أن نجاح الحملة يعتمد على وعي المجتمع وروح الانتماء، مشددين على أن "نظافة الشارع تبدأ من عتبة المنزل، والحديقة من نبتة واحدة".  

تحمل الحملة شعار "يدًا بيد.. لنحافظ على مدينتنا"، وقد أثبتت منذ انطلاقها أن التغيير لا يحتاج إلى موارد ضخمة بقدر ما يتطلب إرادة جماعية وسلوكًا مسؤولًا، ليصبح هذا الجهد نموذجًا يُحتذى به في بناء مدن واعية ونظيفة.