عادل الشجاع
عادل الشجاع
هل ننتظر من مهزومين أن ينتصروا لليمن؟
الساعة 07:46 مساءاً

سبع سنوات مضت والحرب تحصد الأخضر واليابس وتدمر مقومات المستقبل ولم يخرج علينا رجل رشيد، لم يعد هناك رجال ينتصرون لهذا الوطن، جميعهم تحالفوا على الوطن إما بالفعل أو بالصمت، والصمت هنا ليس من ذهب، بل خيانة ممزوجة بالجبن والخوف، تحول الجميع إلى سماسرة يبحثون عن مصالحهم، وآخر ما يفكرون به أو يتذكرونه هو الوطن المكسور والمذبوح، جميع الأوطان تضم شعوبها بعد الموت، إلا الشعب اليمني يضم وطنه ميتا بعد أن اغتالته المليشيات العنصرية والمناطقية، يحملون جوازات سفر باسمه وينتمون لغيره. 
فقدت الحياة في اليمن قيمتها وفقد اليمني هويته، وأصبحت العمالة فخرا والخيانة نصرا، وأصبح القتلة والمجرمون واللصوص متحكمين بالوطن وفرضوا العنصرية والمناطقية هوية واغتالوا الهوية الوطنية التي ناضل من أجلها ثوار سبتمبر وأكتوبر، وأصبحت العمالة شعار المرحلة، يلبسون شعار الدول الأخرى في بزاتهم العسكرية يتفاخرون بعبوديتهم ويفخرون ببيع شرفهم ببضع دولارات وجعلوا دماء اليمنيين أرخص من مياه الصرف الصحي.
تحالف بالأمس ثوار سبتمبر وأكتوبر ليسقطوا الإمامة الكهنوتية في الشمال والاحتلال في الجنوب، واليوم يتحالف الحوثي الإمامي مع الانتقالي لإعادة الإمامة والاحتلال، احتل الحوثي صنعاء واحتل الانتقالي عدن وأغلقها بعد أن كانت مفتوحة تقبل الآخر وتحتضنه، لقد حملت عدن هذا المبدأ شعارا أخلاقيا طيلة تاريخها، لم يحدث قط في تاريخ هذه المدينة المفتوحة على البحر أن رفضت قادما لاجئا أو عاملا أو مستثمرا، لكنها اليوم تعاني من عنصرية مفضوحة لمليشيات تتربع على عرش العمالة لبلد عمره التاريخي لا يتجاوز آخر حفاظة لبسها أصغر قيادي في الانتقالي.
اسألوهم ماذا فعلوا لعدن، أين الكهرباء وأين الماء وأين الأمن ؟ لماذا يمارسون القتل والاعتقالات والإخفاء، ولماذا يغتالون الشجعان ويقمعون الحريات، ولماذا يرتفع الدولار وتنخفض الكرامة ويرخص سعر الإنسان ؟ كل ما يستطيع فعله الانتقالي، هو تكريس الخطاب المناطقي وتكريس الفرقة بين أبناء الشعب اليمني والتنكر لليمن والتحريض على ممارسة العنف والكراهية ضد من يتمسك بهويته اليمنية، لا يملك مشروع دولة، وكل ما يستطيع فعله هو الفوضى.
أما في صنعاء فالمواطن يواجه هزائم يومية في مواجهة همومه الحياتية، يضربون المعلم أكثر مما يطعمونه والشباب أفقدوهم القدرة على أن يذهبوا بأحلامهم بعيدا، فدفعوا بهم إلى جبهات القتال، لأنهم يريدون مستقبلا بدون شباب، أغلقوا كل الأبواب في وجوههم وصادروا منهم حقهم في الحياة وأبدلوهم الموت، وأضحى الأبطال في القبور واللصوص والعملاء في القصور ومليشيات تمتد من الشمال إلى الجنوب على جثث الناس يرقصون، ونوابا لا يجتمعون ومجلس شورى لا يستشارون ووزراء لا يتغيرون، وسفراء لصالح المليشيات يشتغلون.
وبالرغم من كل ما سبق، فإنه لا يلوح في الأفق أن هناك تغيير سيكون 
فكل الذين كانوا بالأمس في السلطة أعزاء، أصبحوا في المنفى أذلاء 
يحرسون ملياراتهم التي اقتطعوها من عرق الشعب اليمني، وارتضوا بالمنفى وطنا لهم، لا يتشبثون بشيء قدر تشبثهم بذلهم، ولو أنفقوا على تشكيل جبهة وطنية لإنقاذ اليمن خمس ما يأخذه الحوثي من أموالهم لحرروا اليمن في بضعة شهور، المواطن الغلبان يكافح من أجل أن يتشبث بهويته، بينما هؤلاء يتشبثون بالصمت خوفا على ما تبقى لهم من ممتلكات تحت سيطرة الحوثي، فهل آن لمن ينتظر من هؤلاء أن يحرروا الوطن، أن يبحث له عن محررين آخرين من بين صفوفه لم تذلهم الأموال بعد ولم يجبنوا عن قول الحق؟

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر