محمود ياسين
محمود ياسين
قتلوك يا ابن "المكحل"
الساعة 04:30 مساءاً

لم اهتم لإيجاد صورتك يا مكحل 

ملامحك وأنت مسجى ستظل تومئ لنا بقية حياتنا بملامح المغدور. الفتى البريء وهو يخوض وحيدا معركة إنسانية بوجه الإثم والتوحش. قتلوك يا ابن المكحل، شكل من نزق عصابة لم تعد تخشى أحدا ووصلت مرحلة الهكم واسترخاص حياة الناس.

سأفكر أنه وأنه وينبغي في سياق نمط تفكير مسؤول مع قطيع من المختلين وهم ينقلون الجريمة كفكرة ونمط حكم إلى المستوى التالي. ما الذي قد نخشاه بعد أو نحذر بشأنه؟ ما الذي قد تبقى وقد ساومنا بشأن السياسة والضرورات وابتلعنا الخطايا والترهات ولم يعد لدينا سوى حياتنا التي لم تعد تساوي عندهم ولو لحظة وجل.

خنقوك وحيدا يا مكحل، بلا حزب ولا قبيلة، استسهلوا خنقك لحظة نزق وانفعال أمني حول المؤسسة من وظيفة ضبط وحماية لفرع اغتيال تابع لمنظمة تعتمد الجريمة سياسة.

سيكولوجيا إدارة التوحش، انها المنهج الآن. على يقين ان لعنة الدم سترتد على وجه صاحبها وأن روع اابشر الخائفين العزل سيسكن روع المجرمين ويحيل مذاق الحياة فؤ افواههم لطعم الرماد.

رحلت مخلفا قصة مجد إنساني وخلاصة نابهة لمبدأ: كل رجل سيموت يوما، ولكن المهم " كيف "هذه كيفيتك، برئ وصادق وشجاع في تفاصيل حياته، ومثال خالد في اسلوب رحيله  استفردوا بك، عذبوك وروعوك، وعندما لم يكترث أحد لغيابك غير أمك قتلوك.  ستظل يا فتى تذكرنا بفداحة العقلانية مع أناس مختلين، ستذكرنا بالبريء الذي وقع بين الضباع، وبالشجاع الذي كان عليه أن يدفع حياته لندرك كم أننا جبناء.

ولقد تساءلت عن وضعيتك المستنسخة هذه من كل جسد مسجى يحدق في العالم الآخر بإحساس مطمئن وهو يمضي صوب عدالة فوق عدالة البشر. وللمرة الألف ارددها لك وهي كل ما بقي من شجاعتي : الله يدفئ قلوب المظلومين يا مكحل.

*من صفحة الكاتب.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر